عرض ايديقوت عليه قائلا : «آمل من كرم الخان الأعظم أن أكون خامس أولاده». فانتبه الخان إلى أنه يقصد التزوج ببنته فأعطى إحدى بناته إليه. وهذه ظروف جديدة ومسهلات لاكتساح الممالك الأخرى.
وبهذه الحادثة قد تم لجنگيزخان الاستيلاء على كافة أنحاء المغول «مغولستان» ولم يبق له فيها مناوىء أو منازع.
فتح خيتاي وقراخيتاي وجورجيت
إن جنگيزخان بعد استيلائه على كافة أنحاء المغول كما تقدم جمع أمراء المغول كلهم وقال لهم : «إن آلتان (١) خان : ملك الخيتاي (الخطا) كان قد عامل أجدادي وأقاربي معاملة قاسية ورديئة ، فأنا عازم على أخذ الثأر منه ولكني مرسل إليه قبل ذلك رسولا يدعوه للطاعة لئلا تبقى له حجة». فوافقه الحضار وأرسل ضابطا (نوكرا) مدربا وزوده بمعلومات كافية للمفاوضة وللاطلاع على الحالة ومعرفة الطرق والأوضاع الحربية فلما ورد إليه وقص عليه القصص أجابه بأني متأهب للنضال فليأت بسرعة.
وحينئذ وافاه جنگيزخان بجيش قوي كما أن الطرف الآخر قام بتأهبات حربية كافية وكل من المتنازعين عبّى جيشه ، أما جنگيز فإنه تقدم وصار يهلك ما وجده أمامه ولم يبق ولم يذر من قتل وحرق ... وأرسل آلتان خان أيضا قوة كبرى مع أحد أمرائه لإيقافه عند حده. وفي هذا الحين فر واحد من جيش جنگيزخان وعرف آلتان خان بأنه جاءهم بقوة كبرى وأنه استولى على إحدى المدن فقتل أهليها قتلا عاما وحرق
__________________
(١) هذا هو الذي بين عنه أبو الفداء أنه آلطون خان الخاقان الأعظم ومن ثم تعلم درجة اختلاط الوقائع ونقلها مبتورة ومقطوعة فإنها بوضعها ذلك غير مفيدة.
فالأولى من ذكرها بهذه الصورة أن لا يبحث عنها. ولكن مع هذا نرى فيها رائحة الصحة ظاهرة وأن العرب ثقة في النقل ...