عليه جنگيزخان وأكرمه بل بالغ في الإحسان إليه جزاء ما أبداه في هذه الحرب وقتله كوچلو.
نظرة عامة ونتائج ضرورية :
كل هذه الوقائع جرت وهذه الحروب الطاحنة مضت بين جنگيز وأعدائه حتى تمكن من الكل وسيطر على الجميع ومع هذا كان المسلمون في مأمن حتى أنهم لم يشعروا بهذه الحروب ، ولم يعلموا عنها كثيرا إذ إنها لا تهمهم لبعد الشقة وانقطاع المواصلة ... ولكن الوقائع المهمة بالنظر إلينا هي التي تخص المسلمين ، ووقعت بينه وبينهم ، وهي ما يتلو هذه الحوادث سوى أنني هنا أقول إن جنگيز قضى على امارات صغيرة وحكومات مفرقة ومشتتة الحالة سواء في المغول أو في الترك. وبذلك تمكن من السيطرة على تلك الأنحاء لعلمه بأنه لا يتم له الأمر ، ولا يستطيع أن يوسع سلطته ، فيحارب المجاورين والخارج بصورة عامة. إن لم يؤمن جماعته له حتى لا يبقى منهم معارض فتيسر له القضاء على السلطات والامارات الصغيرة ، والكبيرة واستقل في كافة هذه الأنحاء استقلالا تاما ، ووحد وجهته واستقامته بعد ذلك إلى خارج بلاد الترك فهاجم العالم الإسلامي.
وهذا ما دعا ابن الطقطقي أن يقول عن المغول بعد أن توحدت قبائلهم :
«لم ينقل في تاريخ ، ولا تضمنت سيرة من السير أن دولة من الدول رزقت من طاعة جندها ورعاياها ما رزقته هذه الدولة القاهرة المغولية ، فإن طاعة جندها ورعاياها لها طاعة لم ترزقها دولة من الدول ...» (١) ا ه.
__________________
(١) كتاب الفخري ص ٢٤ وسيأتي وصفه في حوادث سنة ٧٠١ ه.