ولاية الدستجرداني العراق
تولية العراق : (أحوال بغداد)
ثم إن السلطان بايدوخان أرسل الأمير چارغتاي إلى بغداد وأمره بالقبض على محمد السكورجي وحمله إليه وولى جمال الدين الدستجرداني (١) العراق فوصل بغداد يوم السبت ١٨ ربيع الأول وقبض على محمد السكورجي وأبيه وأخيه وعمه وجميع أهل بيته وأصحابه ونهب أموالهم وكل ما في دورهم وحمل محمدا إلى بايدو وهو في نواحي (البت) (٢) فأمر بقتله فقتل وقطعت اعضاؤه وحمل رأسه إلى بغداد ويداه وعلق الجميع على الجسر.
وكان جمال الدين الدستجرداني معتقلا لإيضاح بقايا العراق مع أصحاب محمد السكورجي فأحضره الأمير جارغتاي إليه وولاه أمر العراق فركب وسكن الناس وكانوا قد اضطربوا وانزعجوا لما قبض على محمد السكورجي ثم جلس في الديوان وطلب فخر الدين مظفر بن الطراح صدر الحلة وكان موكلا به مع أصحاب محمد السكورجي على بقايا الحلة فولاه قوسان وواسط والبصرة عوضا عن نور الدين عبد الرحمن بن تاشان.
وولى الأمير دولة شاه بن سنجر الصاحبي الحلة ، ورتب شمس الدين محمد زرديان مشرفا بواسط ، ورتب عز الدين محمد بن شمام ناظرا لنهري عيسى وملك ، وعين النواب في سائر الأعمال ...
ثم أخذ في جمع الأموال الديوانية وكلف أرباب الأموال من أهل
__________________
(١) ورد في تاريخ كزيده دستكرداني بالكاف الفارسية وفي غيره دشت جرداني وقد ذكرها صاحب مراصد الاطلاع بالسين وبين أنها قرى عديدة مسماة بهذا الاسم.
(٢) البت والروذان فرعان من نهر العظيم ولا يزالان معروفين واسمهما قبل أن يندثر السد العظيم وإلى الآن مشهور إلا أن الروذان منهما يلفظ عند السكان هناك «الروضان» بالضاد. وقد مر ذكرهما في الفوطي مرارا.