ثم رحل منها إلى أن قارب أرض العراق وتفرق أولاده في نواحيها.
ولما بلغ سليمان حضور الرسل ركب وقصد استغنام الفرصة ، ولما رآهم اصحاب أبي سعيد وجدوهم ومعهم كثير من العرب فتحققوا أن سليمان قاصد الفتنة فلم يواجهوهم بشر بل وقفوا وسيروا إليه قاصدا من جهتهم وقالوا : إنا رسل أبي سعيد إلى السلطان الملك الناصر وايش الغرض منا فقال ارجع إليهم وعرفهم أن البلاد التي للملك الناصر قد طردنا منها وخرجنا عن طاعته ، وأعطى اخبازنا لغيرنا من العرب وما بقي لنا معاش ومكسب إلا قطع الطريق وإخافة السبيل والذي معكم نأخذه ، وبعد ذلك إما ارجعوا إلى بلادكم وإما روحوا إلى الملك الناصر.
وكان في الرسل من يعرف سليمان وأباه عند ما دخلوا إلى خربندا وصار له معهم صحبة ولما عرف أنه سليمان أخذ معه هدية حسنة وركب في جماعة من المغل إليه فرآه وسلم عليه وقدم له ما أحضره واعتذر إليه ، وترفق له في السؤال فترك لهم سليمان أمرهم ورجع عنهم رعاية لذلك الرجل.
(الرسل عند سلطان مصر : (التقادم))
«ثم لما وصلوا إلى السلطان أكرمهم وسأل عن أبي سعيد ونائبه چوبان والوزير ثم أحضروا التقادم وكان فيها خوذة فولاذ منقوش عليها القرآن كاملا وجميعه ذهب ولم ير احد هدية أفخر منها وثلاث قطر بخاتي وعشر جوار وستة مماليك وقليل من اللؤلؤ وقالوا للسلطان : إن أخاك الملك أبا سعيد يسلم عليك ويقول إن أباه خربندا كان يقول أنا والسلطان الملك الناصر شيء واحد ، والمسلمون جيش واحد ، ونسكن الفتن القديمة ، ونقيم الملة الإسلامية ...