العراق فيقال إنهم نقموا منه شيئا فهمّوا به فتوجه إلى ماردين ثم فر منها إلى حلب فجرى على عادته في الشطح فأنكر عليه كمال الدين ابن الزملكاني وهو يومئذ قاضي حلب فقبض عليه وأرسله مقيدا إلى دمشق فقامت عليه البينة بالزندقة فقتل في ربيع الأول سنة ٧٢٦ ه (١) ...
حوادث سنة ٧٢٧ ه (١٣٢٧ م)
الأمير چوبان وأولاده :
كانت ولا تزال الإدارة والسلطة بيد الأمير چوبان وأولاده. وكان الخواجة دمشق ابن الأمير چوبان ملازما للسلطان أبي سعيد في السلطانية وفي بغداد شتاء وصيفا. وأما الأمير چوبان فإن الحالة اقتضت ذهابه إلى خراسان وإن الخواجة دمشق بقي برفقة السلطان وفي أول سنة ٧٢٧ ه جاء ابن بطوطة العراق فوجد السلطان أبا سعيد والخواجة دمشق في بغداد والوزير محمد غياث الدين ابن الخواجة رشيد الدين فشاهد السلطان والأمير الخواجة دمشق والوزير قال :
«كان السلطان ـ ملكا فاضلا كريما ملك وهو صغير السن ببغداد وهو شاب أجمل خلق الله صورة لا نبات بعارضيه ولم يحصل له من السلطان إلّا الاسم والسكة والخطبة ووزيره إذ ذاك الأمير غياث الدين محمد ابن الخواجة رشيد الدين وكان أبوه من مهاجرة اليهود (٢) واستوزره السلطان محمد خدابنده والد أبي سعيد رأيتهما يوما بحراقة في الدجلة وتسمى عندهم الشبارة وهي شبه سلورة وبين يديه دمشق خواجة
__________________
(١) الدرر الكامنة ج ٤ ص ٣٨٧.
(٢) تابع ابن بطوطة في ذلك ما أشيع عنه من قبل اعدائه ومناوئيه ... ونظرا للنصوص التاريخية المعروفة أن السلطان اتخذ الأمير غياث الدين محمدا وزيرا بعد الوقيعة بالأمير چوبان ...