وعلى كل نكب الأمير چوبان وأولاده واستقل السلطان أبو سعيد بالحكم وكان وزيره غياث الدين محمد ابن الخواجة رشيد الدين ومهما يكن السبب ومهما يكن نوع التقولات فقد بلغت ادارتهم الغاية ولم يتحمل القوم سلطتهم وثاروا عليهم مرة قبل هذا فلم ينجحوا ... وفي هذه المرة غروا السلطان فكانوا معه عليهم ... وبالنتيجة قتل آخرهم التمرطاش ...
والچوبان هذا من قبيلة (سلدوز) (١) وقد مر ذكرها بين قبائل المغول والتتر وذكر له الغياثي أعمال خير وبرّ أهمها أنه أجرى بمكة المكرمة ماء القناة التي كانت مندرسة من زمن الخلفاء وأنقذ الناس من الضيق وقلة الماء إلى سعته فقد نقل أن قربة الماء الملح بيعت بمكة زمان الحج بعشرين درهما طاهرية وكان الحصول عليها عسرا فصارت بعد إخراج القناة تباع بربع درهم مع السعة فيها وكان يفضل من الماء شيء كثير يزرع به الخضر في مدينة مكة وينتفع به الناس أيام الحج وغيرها (٢) ...
الوزارة في هذا العهد :
إن الوزارة بعد قتلة دمشق خواجة عهدت إلى غياث الدين محمد ابن الخواجة رشيد الدين وأشرك معه الخواجة علاء الدين محمد بن الصاحب عماد الدين إلا أنه بعد ستة أشهر أو ثمانية استقل غياث الدين وحده بالوزارة ... ودام فيها إلى آخر أيام السلطان أبي سعيد ...
ولي الوزارة سنة ٧٢٧ ه وبين له السلطان أنه من حين فارق والده لم يجد من يصلح للإدارة ويقوم بأعباء الأمور كما هو المطلوب وهذا
__________________
(١) وينطق بها سلدوس راجع شجرة الترك.
(٢) تاريخ الغياثي ص ١٦٨ وفيه موافقة لابن بطوطة.