وجاء في الدرر الكامنة :
«چوبان النوين الكبير نائب المملكة القاآنية تمكن من المملكة وأباد عددا كثيرا من المغول وكان ابنه دمشق خواجة قائد عشرة آلاف فلما تنكر له أبو سعيد قتل ابنه دمشق وهرب ابنه تمرتاش إلى القاهرة وسار چوبان إلى هراة فأطلعه واليها إلى القلعة ثم غدر به وقتله وكان صحيح الإسلام كثير النصح للمسلمين أجرى الماء إلى مكة حتى لم يكن الماء يباع بها وأنشأ مدرسة بالمدينة مجاورة للحرم الشريف وكان اعظم الأسباب في تقرير الصلح بين أبي سعيد والناصر. ولما نزل خربندا على الرطبة ونصب المجانيق رمى تمس قراسنقر حجرا يضيع (كذا) القلعة فأحضر چوبان المنجنيق وهدده بعد أن سبه لئن عدت سمرتك على سهم المنجنيق وكان ينزع النصل من النشاب ويكتب عليه إياكم أن ترعبوا فهؤلاء ما عندهم ما يأكلونه واجتمع بالوزير وقال له ماذا يقول الناس إذا غلب خربندا على الرطبة وسفك دم أهلها وهدمها في هذا الشهر العظيم وكان شهر رمضان. أما كان عنده نائب مسلم ولا وزير مسلم فدخلا إلى خربندا وحسنا له الرحيل عنها وأن يطلب اكابرها ويخلع عليهم ويعطيهم الأمان ففعل فكان حقن دماء المسلمين على يدي الچوبان وكانت ابنة چوبان زوج أبي سعيد فنقلت والدها لما قتل إلى المدينة الشريفة ليدفن في تربته التي بناها بمدرسته فوصلوا به لكن لم يمكنوا من الدفن بمنع السلطنة فدفنوه بالبقيع وكان قتله سنة ٨٢٨ ه وهو ابن ستين سنة. وكان بطلا شجاعا عالي الهمة ، مهيبا ، شديد الوطأة ، كبير الشأن ، كثير الأموال ...» ا ه «وكان قد منع من دفنه بمدرسته طفيل بن منصور بن جماز أمير المدينة المنورة فدفن بالبقيع ومات طفيل هذا في رمضان سنة ٧٥٢» (١).
__________________
(١) الدرر الكامنة ج ٢ ص ٢٢٣ وج ١ ص ٥٤٢.