وقائع سنة ٦٧٠ ه (١٢٧١ م)
عقد نكاح لبنت ابن الخليفة :
في هذه السنة وصل الخواجة شرف الدين هارون ابن الصاحب شمس الدين محمد الجويني صاحب ديوان الممالك وسأل من الصاحب علاء الدين عمه تزويجه بابنة أبي العباس أحمد ابن الخليفة المستعصم وهي رابعة فأحضر قاضي القضاة سراج الدين محمد بن أبي فراس الهنايسي وجماعة العدول والمشائخ فاشترطت والدتها وهي زوجة علاء الدين قبل العقد أن لا يشرب الخمر وأجاب إلى ذلك فعقد العقد وكتب (كتاب الصداق) بخط بهاء الدين أبي الفخر عيسى الإربلي المنشي فشهد فيه قاضي القضاة وعدلان. وهذه صورته :
«الحمد لله الذي جمع الشمل ونظمه ، وقوّى عقد الألفة وأحكمه ، وأوثق حبل الاجتماع وأبرمه ، وصلواته على سيدنا محمد الذي شرفه وعظمه ، ورفع قدره وكرمه ، وعلى آله وصحبه الذين أوضحوا منار الايمان وعلمه ، وأظهروا برهانه وأناروا ظلمه ، وكشفوا لبسه وخصصوا مبهمه.
هذا ما أشهد عليه المولى الصاحب المعظم ، شرف الدولة والدين ، ملك الوزراء مفخر الدنيا ، هارون بن المولى الصاحب (المعظم شرف الدولة والدين) الأعظم العادل المؤيد المجاهد المرابط ، شمس الدين اصف العهد ، ملك وزراء الآفاق ، مالك رق المعالي بالاستحقاق ، فريد العصر في شرف الخلال وكرم الاخلاق ، محمد بن الصاحب المعظم بهاء الدين محمد. أطال الله عمر الخلف ، وأهدى الرضوان إلى السلف ، في صحة من رأيه الكريم ، ونفاذ من تصرفه القويم ، ومضاء من سداده المستقيم أن عليه وقبله وفي ذمته ، وخالص ماله لزوجته السيدة الجليلة المعظمة المكرمة المقدسة الطاهرة الزكية أمة الله المباركة