النصارى فإنها كانت بأيديهم من حيث ملكت بغداد وأزيل ما بها من التماثيل والخطوط السريانية واستعيد الرباط الذي تجاه هذه الدار المعروف بدار الفلك وكان قد جعله النصارى مدفنا لأكابرهم فأزيلت القبور منه وصار مجلسا للوعظ. جلس فيه الشيخ شرف الدين محمد بن عكبر وكان يجتمع عنده خلق كثير.
ثم ولي الأمير بوغولدار (شحنة بغداد) ورتب شرف الدين السمناني صاحب الديوان بها ورتب جمال الدين عبد الجبار البصري قاضي قضاة بغداد نقلا من قضاء البصرة وعزل عز الدين أحمد ابن الزنجاني عن قضاء القضاة حيث كف بصره ...
قتلة فخر الدين مظفر ابن الطراح :
ثم إن جمال الدين الدستجرداني تقدم إلى نور الدين عبد الرحمن نائبه ببغداد فأخذ فخر الدين مظفر ابن الطراح صدر واسط والبصرة وقتله فانحدر إلى واسط وقبض عليه وعلى اصحابه ثم دوشخ وطوق وأسمع كل قبيح وأخذ خطه بأنه وصل إليه شيء كثير من الأموال وأشهد عليه بذلك القاضي والعدول ثم حمله إلى بغداد ووكل به أياما. ثم ضرب وعوقب وقتل وحمل رأسه إلى واسط وعلق على الجسر بعد أن طيف به في شوارعها وسوقها.
وكان جوادا سخيا كريما ذا ناموس عظيم وسياسة يخافه الأعراب وسائر الرعايا. خدم في أعمال العراق ، ناب في صباه عن نجم الدين ابن المعين في الحلة. ثم ولي ناظر طريق خراسان وناب عن الملك فخر الدين منوجهر ابن ملك همذان في واسط. فلما سافر إلى بلاده استقل بالحكم فيها وأضيف إليه قوسان والبصرة. ثم عزل ورتب صدرا في الحلة والكوفة والسيب. ثم نقل إلى صدرية واسط وبقي مدة ثم عزل ورتب صدرا بالحلة والكوفة والسيب ثم نقل إلى صدرية واسط وبقي مدة