الزحف على بغداد :
ثم إنه بعد الاطلاع على ما تقدم وسماع الأقوال وتدبرها من قبل هلاكو استعد للزحف وعزم عزما جازما لفتحها وجيّش جيوشا من الأطراف والجوانب. وأمر بعض القطعات المغولية المرابطة في جهة الروم التي كانت تحت قيادة جرماغون وبايجونويان (١) أن تسير على ميمنته من أطراف أربيل وتتوجه نحو مدينة الموصل وتعبر جسرها وتعسكر في الجانب الغربي من بغداد وعين لمسيرهم إلى غرب بغداد وقتا معينا يصادف وقت مجيء الرايات المغولية من المشرق وأمر أيضا قوادا آخرين من المغول أن يسيروا إلى ميمنته وهم :
(بلغا بن شيبان بن جوجي) ، و(توتار بن سنقور بن جوجي) ، و(قولي بن أورده بن جوجي) ، و(سونجاق نويان) (٢) ، و(بوقا تيمور نويان) ، وأمر (كيتو بوقا نويان) و(قدسون) و(ترك ايلكا) أن يسيروا على الميسرة من حدود لورستان وبيات وتكريت (٣) وخوزستان وكانت جبهتهم ممتدة إلى سواحل عمان (٤).
ثم توجه هلاكوخان من أرياف همدان ووضع على رأسه التاج
__________________
(١) ورد في تاريخ الفخري بلفظ «باجو».
(٢) ورد في الحوادث الجامعة بلفظ سوغو نجاق وكذا في جامع التواريخ.
(٣) قد بلغ التصحيف في الأعلام التاريخية حده ، ومهما قوبلت النسخ ، أو روجعت النصوص المتنوعة فلا يكاد يظهر أحيانا وجه الصواب وعاد لا يعرف. وما ذلك إلا لأن الغلط يتكرر ولا يدخل الإصلاح والتنبيه على اللفظ الصحيح ، وقد يصعب ... وهذه اللفظة جاءت في جامع التواريخ بلفظ (تكريت) ، وهو الأشبه بالقبول. ولكن الأستاذ القزويني كان قد راجع نصوصا عديدة منها تاريخ كزيده ، وشرفنامة ، ودائرة المعارف الإسلامية فتحقق لدى حضرته أنها (كريت) من قرى مملكة اللر ، وأنها لا تزال معروفة بهذا الاسم مما لا يدع ريبا في صحة تدقيقه ... (جهانكشاي جويني ج ٣ ص ٤٧١).
(٤) الظاهر عبادان.