وعلى كل حال أوامره تعني التزام النظام والطاعة ولا تقبل التساهل أو التهاون بوجه فالشدة مرعية في تطبيقها والعقوبة على المخالفة صارمة جدا ... وأما النظر إلى التخريبات واعتبارها هدما للنظام فهذا غير صحيح. لأن المراد من ذلك امحاء قوة العدو وأن لا يتبدل عليهم الأهلون فيكونوا بلاء ، وفيها ترهيب للناس وقسر على الطاعة. فالغاية في نظرهم تبرر الواسطة ومع هذا فالخوف والاحتراس ضروري والحساب للأمور شأن العقلاء وأكابر الفاتحين ... ولكن هذا القائد أفرط في الاحتراس فأبقى له سمعة سيئة في التاريخ فصار مضرب المثل في الظلم والعدوان وكل ما جاوز حده انقلب الغرض منه وصار إلى ضده. فالبشرية جربت هذه التجربة المرة وسجلتها في أعمالها وفيها عبرة لمن جاء بعده من القواد والفاتحين ولا يزال اللوم والتنديد موجهين على من يخرج عن الطريق المعروف. واكتسبت الحروب في هذه الأيام (أيامنا أثناء تحرير هذا التاريخ) شكلا مؤسسا على حقوق الحرب وأسباب صحيحة وقطعية والمخالف يقبح ويطعن من أجله بشرف الأمة التي قام باسمها من جراء عمله ... ومع هذا فلا تفترق بعض الحكومات عن سابقاتها من أنها عصابات منظمة فلم تكتف بما لديها ... ولكنها سائرة من حيث العموم إلى أن تكون جماعة لإدارة الأمة إدارة رشيدة ...
حكومة اوكتاي قاآن
اوكتاي قاآن :
اتفق مؤرخو الإسلام على تلفظ هذا الاسم بالوجه المذكور في صدر هذا المقال. وفي شجرة الترك ينطق به هكذا (اوكه داي) وليس هناك تفاوت كبير. وإنما هو من جهة ضبط الكلمة وإظهار حركاتها الحرفية بإشباع الحركات لا غير. ولذا راعينا تلفظه الشائع. وهذه اللفظة