وأثناء حصار بغداد كان قد أتى نفر من العلويين وأعاظم أهل الحلة وعلمائها فالتمسوا أمانا من هلاكو فأرسل إليهم (بوكله) و(أمير نجلي النخچواني) وأرسل في أثرهم بوقا تيمور وهو أخ اولجاي خاتون ليمتحنوا إخلاص أهل الحلة والكوفة فاستقبلوهم وجيوشهم استقبالا باهرا ونصبوا جسرا على الفرات لعبورهم وفرحوا بوصولهم وأظهروا مزيد السرور ...
رأى بوقا تيمور إخلاصهم وثباتهم فرحل في ١٠ صفر وتوجه إلى واسط. وفي اليوم ١٧ منه وصلها فلم يطعه الأهلون هناك وشرع في قتالهم ومحاربتهم وقتل منهم ما يقارب الأربعين ألفا.
ومن هناك توجه إلى خوزستان واصطحب معه شرف الدين ابن الجوزي فأطاع أهل تستر وقتل من بقي من جيش الخليفة هناك وانهزم بعضهم وأظهر الطاعة البعض الآخر ممن كان قد فر إلى حدود البصرة.
ثم إن الأمير سيف الدين البتكيچي (البيتكچي) التمس أن يرسل معه مائة من المغول إلى النجف لمحافظة مشهد أمير المؤمنين علي (رض) وأهليه ومن جاوره.
وفي ١٢ ربيع الأول عاد بوقا تيمور إلى معسكر هلاكو في سياه كوه. وفي ١٩ منه ارجع رسل حلب الذين جاؤوا إلى بغداد.
نص الكتاب المرسل إلى حلب :
وهذا نص الكتاب الذي كتبه الخواجة نصير الدين الطوسي بأمر من هلاكوخان :
«أما بعد فقد نزلنا بغداد سنة ٦٥٦ ه فساء صباح المنذرين فدعونا مالكها وأبى فحق عليه القول فأخذناه أخذا وبيلا. وقد دعوناك إلى طاعتنا فإن أتيت فروح وريحان وإن ابيت فخزي وخسران. فلا تكن