أمة تؤدي الباحث إلى أن الأصل التوحيد مما يقطع فيه بأن الدين الحق يتضمن الإيمان بمبدع الكائنات وأنه واحد لا شريك له ... وعلى كل حال اكتفي بذكر من نال الرئاسة وقام ببعض الأمور من الأولاد والأحفاد وهكذا.
المغول والتتر :
إن النجةخان قد ترك ولدين توأمين أكبرهما اسمه (تتر) أو (تاتار) أو (تتار) واللفظان الأول والأخير هما المعروفان في الأكثر ... والأصغر يقال له (مغول) وأحيانا يلفظ في التواريخ العربية (مغل) فقسم النجه خان ملكه بين ولديه المذكورين. وعلى هذا القول أن منشأ انقسام الترك يبتدىء من هذين. والظاهر أن قدم الانفصال بين هذين القومين المنتسبين إلى فصيلة الترك أدى إلى هذا القول. ويحكى أنهما عاشا لمدة عيشة هادئة. فلم يتنافرا ولا حصل بينهما خصام. ويلاحظ أن التباعد والافتراق لمدة طويلة هو الذي أدى إلى اختلاف في اللغتين أو بالتعبير الأصح أن كل قبيلة منهما يظن أنها انفصلت عن الأخرى من مدة طويلة بحيث تباعدت الواحدة عن الثانية ولا كبعد العبرية عن العربية أو السريانية عنهما كما أن الاشتراك ظاهر والأخوة النسبية من طريق اللغة والسحنات متوضحة ولذا نرى علماء العرب لا يسمونهم في الأكثر إلا بالتتر ويقولون (طاغية التتر) عن جنگيز وحكومة التتر ووقائع التتر ... فلم يفرقوا بين التتر والمغول. وقد أشار في جامع التواريخ أن لغتهم في الأصل واحدة ...
ولا ينكر أن اللغة تباعدت ولكنها أبعد مما بين تيمور ودمير أي التفاوت بين التركية الحديثة والتركية القديمة أو تركية الاستانة وتركية تركستان ... أو هي قريبة منهما. فالمقاربة في الأصل اللغوي واضحة. فاللغة طورانية النجار وإن احتاج التفاهم إلى ترجمان. وكذا