حوادث سنة ٧٢٣ ه (١٣٢٣ م)
رسل السلطان أبي سعيد :
في هذه السنة ذهبت رسل السلطان أبي سعيد ورسل نائبه الأمير چوبان وتوجهوا إلى سلطان مصر بالقاهرة ثم عادوا إلى بلادهم (١).
وفي عقد الجمان ما نصه :
«ورد رسل أبي سعيد بسبب الأيمان التي عليها الصلح الذي بينه وبين الملك الناصر ورسم السلطان للأمير ايتمش بالخروج إلى ملتقاه وصحبته المهمندار وأن يأخذ معه كل ما يحتاج إليه من سائر الأشياء فركب إليهم في جماعة وتلقاهم من الصالحية ... وعند دخولهم أمر السلطان للأمراء بلبسهم على العادة المستمرة فدخلوا ورأوا موكبا عظيما وحصل لهم من السلطان إقبال وقدموا تقدمة أبي سعيد فكانت شيئا كثيرا من البخاتي والأكاديش والتفاصيل المثمنة ، ومعهم كتاب يترفق فيه أبو سعيد ويعرف السلطان الذي قصده من الأمور لم يخرج عن شيء من ذلك وأن الذي طلبه من أمر الخطبة والرغبة في المصاهرة فإنه يقصد المهلة في ذلك إلى حين يقع الغرض ويعلم أنه يصلح لمثله وكتب في كتابه أيضا أن يعرف نائب حلب ونائب الشام أن لا يمنعوا أحدا من دخول الفرات ولا الإقامة في مدينة يختارها وتكون مصر والشام وبلاد الشرق بلادا واحدة ، وكذلك نائبه چوبان والوزير أيضا كتب وأرسل كل منهما هدية على قدره وأرسلوا أيضا هدية للقاضي كريم الدين وكاتبه الوزير من جهته يعرفه أن جميع ما قصده مولانا قد فعله المملوك فإن أساس الصلح بين هذين الملكين كان كريم الدين بمصر والوزير الخواجة علي شاه ، فإن الرسالات كانت متصلة بين الوزيرين والهدايا متوالية ،
__________________
(١) أبو الفداء ج ٤ ص ٩٥.