جامع التواريخ
ويسمى بالتاريخ الغازاني. وهذا التاريخ لوزير من وزراء المغول ، ومدون تاريخهم وهو الخواجة رشيد الدين فضل الله الوزير المقتول في جمادى الأولى سنة ٧١٨ ه ١٣١٨ م. وفيه نرى وجهة نظرهم في سياستهم طبعا ظاهرها والمعلن منها دون المكتوم ـ وعليه عوّل كتاب الترك العثمانيون ومؤرخوهم في ترويج سياسة الخلافة بدخولها فيهم وبيان ضعفها ، وما كانت عليه أيام هجوم المغول استفادة من أقوال هذا المؤلف. فإنه فتح نهجا مشى عليه من جاء بعده فاتخذه مثالا يحتذى فكانت طريقته وسلوكها مقدمة. أو ضرورة لازمة لخلافتهم ...
نعم علمتنا السياسات المختلفة ، وتداول الأيدي على العراق آمال كل قبيل من الأمم مهما تكتم أصحابها في إخفائها ، وبالغوا في الإيهام ... وعند مراجعة التواريخ يظهر لنا جليا أن المغول راعوا خطة في إدارة الممالك ثم مضى عليها العثمانيون في خطتهم التي اختطوها ، وإن كانوا بالغوا في تقريع المغول وذمهم ، فراعوها بتبديل الشكل قليلا ...
وهذا الكتاب أبان رموز تلك السياسة وضروبها ، وكشف عن نوايا المسيطرين وخطط حكوماتها معنا ... وهو يشتمل على أربع مجلدات ، والأول منه يتكلم على ظهور الترك وتعداد قبائلهم وتواريخ أجداد جنگيزخان وأولاده وأحفاده ... والثاني في حوادثهم وتفصيلات عنهم ... والثالث في الأنبياء والخلفاء وقبائل العرب والصحابة إلى آخر خلفاء العباسيين. والرابع في صور الأقاليم ...
وقبل أن يكتسب هذا الشكل الكامل ويدون بصورة مفصلة كان قد شرع المؤلف في تبييضه وحينئذ مات السلطان غازان في شوال سنة ٧٠٤ ه ١٣٠٥ م وجلس مكانه ولده خدابنده محمد فأمر باتمامه وإدخال