أخاه منكوتمر (١) وعدة من الجند في آخر السنة الماضية إلى الشام حيث كاتبه سنقر الاشقر يسأله انفاذ جيش ليأخذ به الشام ومصر وكان الاشقر المذكور قد حارب الملك المنصور الألفي فجهز عليه الألفي ستة آلاف فارس مقدمهم أيبك الحلبي فلما قرب من دمشق خرج سنقر الاشقر لقتاله في اثني عشر الفا فالتقوا واقتتلوا ساعة فانهزم اصحاب الاشقر. ومضى الاشقر في خواصه إلى عيسى (٢) بن مهنا بنواحي الرطبة فأقام هناك وراسل السلطان أباقاخان ، فجهز إليهم خمسين ألف فارس جعل عليهم أخاه منكو تمر فدخل بهم الشام أما الاشقر فإنه لما بلغه مسير منكو تمر إليه ندم على ما فرط منه وأخذ عياله وأصحابه ولحق بقلعة صهيون وتحصن بها. فنزل منكوتمر على الرطبة وحصرها مدة أربعين يوما ولم يحضر سنقر الاشقر إليه وتحصن بقلعة صهيون. فلما رأى ذلك بالغ في القتل والنهب والخراب. ثم سار يريد دمشق فخرج الألفي منها في جيوشه ونزل إليه سنقر الاشقر من القلعة وسار معه فالتقوا بالقرب من حمص واقتتلوا فانهزمت المغول وقتل منهم خلق كثير وعادوا إلى بغداد ثم انحدروا إلى السيب وأطراف بلاد واسط فنهبوا من الاعراب المفسدين خلقا كثيرا وعادوا إلى بغداد ومعهم الاسرى والأموال ...
الصاحب علاء الدين :
ونزل من الجيش في هذه السنة خلق كثير في الأدؤر ببغداد وأخرجوا أهلها منها وقبض السلطان على علاء الدين صاحب الديوان وأصحابه ونوابه وأتباعه وسلم الصاحب إلى (مجد الملك) فاستوفى منه أموالا كثيرة وبيع من اعلاقه وأسبابه جملة طائلة ودوشخ وألقي تحت
__________________
(١) منكوتيمور.
(٢) وعيسى بن مهنا هذا رئيس آل فضل أمير العرب من طيىء وكانت له المنزلة العالية عند حكومة سورية ... راجع حوادث سنة ٦٨٣ ه.