المدرسون على سددهم ، والفقهاء بين أيديهم أجزاء القرآن وهم يقرأون فيها فاتفق أن الركاب السلطاني بدأ بالاجتياز على طائفة الشافعية ومدرسها الشيخ جمال الدين عبد الله ابن العاقولي وهو رئيس الشافعية ببغداد ، فلما نظروا إليه قاموا قياما فقال للمدرس المذكور كيف جاز أن تقوموا وتتركوا كلام الله فأجاب المدرس بجواب لم يقع بموقع الاستصواب في الحضرة السلطانية ...» ا ه (١).
ثم إنه قال يمكن أن يقال في الجواب إننا أمرنا فيه بتعظيم سلاطيننا ولم يختلف عما أورده الفوطي وهذا شأن صاحب الفخري دائما في الاعجاب بنفسه والدعوى والنقل المغلوط والتحامل من طرف خفي فقد غلط في التاريخ ولم يؤد النقل ...
الخراج :
ثم نزل من الغد في شبارة وقصد المحول وأقام بدار الخليفة أياما فتألم الناس من إلزامهم بالخراج ذهبا أحمر .. وكان جمال الدين الدستجرداني قد استوفاه في السنة الماضية كذلك. وقال قد كانوا في زمن الخلفاء يؤدونه ذهبا فأضر ذلك بالناس فأمر السلطان بإجرائهم على عادتهم منذ فتحت بغداد فتوفر عليهم شيء كثير من التفاوت فزادت أدعيتهم.
السلطان في الحلة : (وزيارة المشاهد)
ثم توجه إلى الحلة وقصد مشهد علي عليه السّلام فزار ضريحه الشريف وأمر للعلويين بشيء كثير. ثم قصد مشهد الحسين عليه السّلام وفعل مثل ذلك وعاد إلى أعمال الحلة وقوسان متصيدا وزار قبر سلمان الفارسي (رض)
__________________
(١) الفخري ص ٢٩ وفيه تفصيل.