ووصل بعد ذلك شرف الدين بن اميران والصاحب علاء الدين بعده.
شغب آخر على الصاحب :
وفي هذه السنة التجأ إلى تتارقيا شحنة بغداد رجل يعرف بالمنجم ابن حسين ويلقب بالكيباية كان من دلالي العقار يتمسخر ويضحك بنفسه ويضحك عليه من يعاشره ...
وكان سبب قربه من الشحنة التزامه بأحمد الشربدار. وهذا أحمد من أهل واسط يعرف بابن بقا أسر في الواقعة ثم خلص وخدم في بغداد في اسطبل اليام ثم صار يتولى عصر الشراب في شرابخانة الديوان فصار له قرب بالشحنة والتزام تام فأثرت حاله واشتهر اسمه فشرع في البحث عن أحوال صاحب الديوان وعرف باطن حاله وما يعتمده. ثم إنه اتفق هو والكيباية على أن نسبا أكابر أهل بغداد إلى مكاتبة سلاطين الشام باتفاق صاحب الديوان فتحدث الكيباية بذلك عند الأمراء والحكام فأحضروا صاحب الديوان وجماعة من الأكابر الذين نسبهم إلى المكاتبة واستعادوا كلامه فقال أشياء كثيرة فطولب بالبرهان على صحتها فلم يقدر على ذلك. فلما شدد عليه وضويق قال إني كاذب في كل ما قلته والذي بعثني على الكلام نصرة الدين ابن أرغش وأخوه وولده فأحضروا وسئلوا عن ذلك فاعترفوا به وقالوا إن تتارقيا الشحنة وضع القائل على ما قاله فأمروا بحبس الجميع واحضر ابن بقا الشربدار وسئل عن الحال فاعترف بها فسلم إلى صاحب الديوان فأمر بحبسه فحبس أياما ثم عمل له حجلة وسمر عليها وجعل على رأسه مسخرة كان ببغداد يعرف بالموصلي يصفعه بنعل ويروحه به ثم يبول عليه والناس يمدون الحجلة بالحبال في الأسواق والدروب في جانبي بغداد فأخذ في سب الصاحب وبسط لسانه فيه فنفذ إليه من قال له إن