فاقتتلوا ساعة فلم يلبث المصريون أن انهزموا راجعين فغنم عسكر السلطان سوادهم وسار السلطان إلى دمشق فنزل بظاهرها وتصدق بحقن دماء أهلها وأمنهم على أموالهم فلم يعرض أحد من العسكر للرعية بنهب ولا غيره واحتوى على ما في القلعة من الأموال والذخائر ...
ورتب في دمشق (الأمير قنجاق) المذكور وجعل عنده الأمير مولاي في عشرين ألفا من الفرسان وعاد السلطان إلى الموصل يريد مقر ملكه. فلما عرف قنجاق أنه بعد عن الشام أرسل إلى مولاي يقول له : إني أكلت من نعمة القاآن وشملني إحسانه وإنعامه ورحمته ولا يجوز لي الغدر بأصحابه. وقد وصلت عساكر سلطان مصر وأعرف أن لا طاقة لك بهم. والرأي أن ترحل إلى العراق فرحل ولم يلبث فخلت البلاد لقنجاق فكاتب الأمراء بمصر يعرفهم ذلك فسيروا إليه جيشا خوفا من عود مولاي أو غيره.
فلما بلغ السلطان غازان ما اعتمده قنجاق تجهز للمسير إلى الشام في سنة ٧٠٠ ه.
وفيات :
١ ـ توفي عز الدين دولة شاه الصاحبي العلائي بلرستان وكان مستترا هناك بسبب بقايا تخلفت عليه من ضمان الحلة. فلما توفي حمل إلى تربة أخيه الملك ناصر الدين قتلغ شاه بمشهد سلمان الفارسي (رض).
٢ ـ شرف الدين أبو أحمد داود بن عبد الله بن كوشيار الحنبلي ، الفقيه المناظر ، كان بغداديا ، فقيها ، مناظرا بارعا ، عارفا بالفقه ، صنف في أصول الفقه كتابا سماه (الحاوي) ، وفي أصول الدين كتابا سماه (تحرير الدلائل) (١).
__________________
(١) الشذرات ج ٥ ص ٤٤٧.