الجاو في بغداد :
ثم حمل منه عدة أحمال إلى بغداد صحبة الأمير لكزي ابن ارغون آقا فلما بلغ ذلك أهلها استعدوا بالأقوات وغيرها حيث عرفوا ما جرى في تبريز فلما أنهى ذلك إلى السلطان كيخاتو أمر بإبطاله فأبطل قبل وصول لكزي إلى بغداد وكفى الله العالم شره.
النقود في هذا العهد :
من حين انقراض الخلافة إلى مدة ليست بالقليلة تداولت نقودها ، ولا تزال دفائنها تظهر بين آن وآخر ، وهي موجودة بكثرة في المتاحف والخزائن ... أما المغول فقد مر بنا القول عن بعض نقودهم ، وأن الآبقائية كانت متداولة ومعروفة ، وكذا الباليش المتعامل به أيام جنگيز والسلطان محمد وجلال الدين منكوبرتي (١) من الخوازرمشاهية وقد تكلمنا عن الدناكش ... واليوم لم يعرف إلا بعض النقود الفضية والنحاسية لجنگيزخان وكيوك ، ومونكو (مونككا) ، أو ما هو مشترك بين هذا وبين هلاكو ، أو ما هو باسم هلاكو خاصة مما هو موجود في بعض المتاحف إلا أننا لم نعثر على نقود من ضرب هلاكو في بغداد وإنما هناك ما ضرب في الموصل. وفي أيام آباقاخان ضربت نقود في الموصل سنة ٦٨٣ و ٦٧٨ ه ، وفي البصرة وأما في تبريز فالمضروب كثير وفي أيام السلطان أحمد كان الضرب في تبريز ، وفي أيام كيخاتو كان الضرب في تبريز أيضا.
والنقود في هذا العصر لا تخلو من التأثر بالنقود العباسية وأنها قريبة منها أو مماثلة ... وفي كلها الطابع الإسلامي بارز حتى لغير
__________________
(١) في لغة المغول «منكو» بمعنى الأبدي الدائم وهو الله تعالى «وبرتي» هي ويردي التركية بمعنى اعطى والكلمة بمجموعها تعني عطاء الله أو عطاء الدائم ...