تبريز اضطرارا لا اختيارا بالقسر والقهر فاضطربت أحوالهم اضطرابا اضربهم وبغيرهم حتى تعذرت الأقوات وسائر الأشياء وأنقطعت المواد من كل نوع. فكان الرجل يضع الدرهم في يده تحت (الجاو) ويعطي الخباز والقصاب وغيرهما ويأخذ حاجته خوفا من أعوان السلطان.
وفي لغة الجغتاي جاء بلفظ (چاو) بالچيم الفارسية ويراد به النقود القرطاسية المعروفة عندنا بالأوراق النقدية وتتداول بمقام النقود الذهبية والفضية والفلوس وهي شائعة عند المغول مثل الباليش كما أن تنگة من نقودهم إلا أن تنگة من النقود الفضية أي الدراهم أو ما هو من نوعها وقد مرت في هذا الكتاب بلفظ (دناكش) ولم يألف الناس التداول بالأوراق إذ ذاك لا في العراق ولا في الممالك المجاورة له فكان من الصعب الأمر بالتداول بها وتنفيذ هذا الأمر ولا تزال المصاعب مشهودة في كل تغير من هذا النوع. وقد بين مؤرخون كثيرون مثل وصاف وجامع التواريخ ما أصاب الناس من الضيق والتضييق على التعامل بها ... ونسب إلى الوزير اختراعه وهو مضطر على قبوله وتنفيذ أمر الحكومة ولم يكن من عمله ...
وفي أيام المغول كان يستعمل في الصين (البالش أو الباليش) وقد مرت الإشارة عنه إلا أن قيمته تختلف عن الجاو. والبالش بقيمة عشرة دنانير إذا كان ورقا ؛ وبقيمة خمسمائة مثقال ، أو مئتي بالش ورقي ويساوي ألفي دينار وأما البالش الفضي فإنه يساوي عشرين من البالش الورقي وقيمته مائتا دينار ... وقد تداول الچاو أيام بايدوخان وأيام غازان في أوائل سلطنته ... كذا قيل (١) وفيما يأتي ما يخالف ذلك فقد ألغي الچاو في سلطنة كيخاتو ...
__________________
(١) المسكوكات القديمة الإسلامية : محمد مبارك ص ٤٠.