وسائر حالاتها الاجتماعية ومزاياها القومية والنفسية وحينئذ يتجلى لنا أن ما فعله الرجل العظيم عبارة عن استقائه من معين تلك الأمة وما أحاط بذلك من ظروف وانتهاجه الخطة التي رآها لازمة للعمل ... وقد يكون هذا المنهاج مغلوطا أو ناقصا ولكن ضرورة قيام الأمة لا تؤخر تطبيقه رغم غلطه أو نقصه ... وإن كان غير مكفول الدوام ، سائرا للزوال من جراء أدنى عارض ، أو أي انحلال في الوحدة ...
نعلم هجوم جنگيز على العالم المجاور له مجاورة قريبة أو بعيدة وإحداثه الضجة في هذه الأرض أو الدوي الذي ولد ارتجاجا وهزة شعر بهما كل أحد. ولا يزال أثرهما في النفوس كما مرت الإشارة إلى ذلك. ولما كنا قاطعين بأن جنگيز لم يقم بما قام به إلا باستخدام أمة عظيمة حصلت على مكانتها التاريخية ... رأينا من المحتم درس هذه الأمة ومعرفة أحوالها في ماضيها وحاضرها إلى أيام الهجوم على بغداد ... والظروف التي سهلت لهذا الفاتح الكبير قيامه بما قام به فاشغل الأفكار من حين ظهوره إلى اليوم ...
الأمة وفاتحها :
وهناك شيئان جديران بالبحث :
١ ـ الأمة : التي انقادت للفاتح فوجه روحيتها للإذعان له وجعلها طوع ارادته فسخرها ... وأذعنت.
٢ ـ المنهاج : الذي اختطه لنجاحه في الاستيلاء والطريقة التي سار عليها ...
وهذه تدعو للبحث وتستحق التمحيص لتقدير (السير التاريخي) والتحول الجديد الذي أحدثه وما حصل عليه هو وأعقابه والحكومة التي تأسست من جراء هذا التبدل.