الأمر مدبرا ليلا فنكلوا بهم واستولوا على خيامهم ولم يدعوا منهم كبيرا إلا قتلوه ولا صغيرا ولا امرأة إلا اسروهما. ومن ذلك الحين قضي على المغول. وانهزم من بقي فأخذوا بعض المواشي معهم وذهبوا وراء الجبل بحيث لا يصل إليهم احد. وأضاعوا الطريق (المضيق) فلم يتيسر لهم العودة إذ إنه كان لا يمكن لأحد المرور منه إلا منفردا كما يأتي فبقوا هناك تائهين نحو أربعمائة سنة تكاثروا في خلالها وتيسر لهم الخروج فخرجوا وحاربوا التتر فتغلبوا عليهم وأخذوا بثأرهم ومحوا الكثير من قبائل التتر كما أن بعض قبائل التتر لحقت بهم وصارت تعد منهم مع أنها خارجة عنهم وصار الكل بمثابة قبيلة واحدة للائتلاف الحاصل. وسيأتي في بحث المغول الكلام عن حروبهم.
وفي هذا الأوان سكن التتر قرب جورجيت. وهي أراضي واسعة وفيها المدن والقرى حتى مشى عليهم أوغوزخان واستظهر عليهم. وقد اشتهروا باسم (تتر) قديما. وكانوا عدة قبائل وكل قبيلة تعيش مستقلة عن الأخرى. وأهم قبائلهم يقطن قرب الخطا (خيتاي) في الأماكن المسماة (بويور ـ ناور). وهم تابعون لسلاطين خيتاي. وأحيانا يعصون عليهم. وقد هاجموهم مرة بجيش جرار فأخضعوهم.
وأكثر هذه القبائل تقيم قرب نهر آنقارا موران على شواطئه. ولهم مدن في تلك الأنحاء وقرى عدا سكنى البادية.
ومن قبائلهم :
١ ـ أويرات. وهذه أطاعت لجنگيز.
٢ ـ بولغاچين
٣ ـ كيره موجين كانتا متنافرتين وهما قريبتان من القرغز وقد دخلتا في طاعة جنگيز.