الحرب طاحنة فلم يجسر أحد من الخوارزميين أن يخرج إلى المحاربة خارج البلد ولكن تحاربوا على السور بشدة أيضا ...
وعند الغروب ذهب شيخ الإسلام والقاضي وأتوا إلى جنگيز يطلبون منه الأمان فعاملهم بالحسنى وفتحوا أبواب البلد ، فتحوا باب المصلى ، وحينئذ هجم المغول ودخلوا من الباب وانتهبوا ما في المدينة ... سوى أن ألب خان قاتل وتضارب مع جيش جنگيز حتى تمكن من النجاة بألف جندي ...
ثم إن جنگيز وزع ثلاثين ألفا من الأهلين على النويان وعفا عن خمسين ألفا لشيخ الإسلام والقاضي وأخذ من الباقين مائتي ألف دينار. وهذه الوقعة جرت في ٦١٦ ه (١٢١٩ م).
مسير التتر إلى خوارزمشاه :
لما ملك التتر سمرقند عمد جنگيزخان وسير عشرين ألف فارس (وفي رواية الشجرة ثلاثين ألفا) تحت قيادة چيه نويان ، وسو بوداي بهادر ، ودوغاچار القونقراتي وهذا الأمير قتل من قبل تيمور ملك في نيسابور والرواية المعول عليها : أنه قتل في بلخ وقال لهم اطلبوا خوارزمشاه أين كان ولو تعلق بالسماء حتى تدركوه وتأخذوه وهذه الطائفة تسميها التتر المغربة لأنها سارت نحو غرب خراسان ليقع الفرق بينهم وبين غيرهم.
فلما أمرهم جنگيزخان بالمسير ساروا وقصدوا موضعا يسمى فنج (١) آب (وفي أبي الفداء پنج آب) ومعناه (خمسة مياه أو خمسة أنهار) فوصلوا إليه فلم يجدوا هناك سفينة فعملوا من الخشب مثل الأحواض الكبار وألبسوها جلود البقر لئلا يدخلها الماء ووضعوا فيها سلاحهم
__________________
(١) لعله نهر آمو.