وأمتعتهم وألقوا الخيل في الماء وأمسكوا أذنابها وتلك الحياض التي من الخشب مشدودة إليهم فكان الفرس يجذب الرجل وهو يجذب الحوض المملوء من السلاح وغيره فعبروا كلهم دفعة واحدة ...
وكان المسلمون قد ملئوا منهم رعبا وخوفا. وقد اختلفوا فيما بينهم وظنوا أنهم كانوا يتماسكون بسبب أن النهر بينهم فلما عبروه إليهم لم يقدروا على الثبات ولا على المسير مجتمعين بل تفرقوا أيدي سبا وطلبت كل طائفة منهم جهة ، ورحل خوارزمشاه لا يلوي على شيء في نفر من خاصته وقصدوا نيسابور ، فلما دخلها اجتمع عليه بعض العساكر فلم يستقر حتى وصل اولئك التتر إليها ، وكانوا لم يتعرضوا في مسيرهم لشيء لا بنهب ولا قتل بل يجدون السير في طلبه لا يمهلونه فيجمع لهم ، فلما سمع بقربهم منه رحل إلى مازندران ، وهي له أيضا فرحل التتر المغربون في أثره ولم يعرجوا على نيسابور بل تبعوه ، فسار منها ووصل الري. ثم منها إلى همذان والتتر وراءه ففارق همذان في نفر يسير جريدة ليستر نفسه ويكتم خبره وعاد إلى مازندران ومنها وصل الساحل المعروف بالسكون (آبسكون) وركب البحر المسمى ببحر طبرستان إلى قلعة البحر. فلما نزل هو وأصحابه في السفن وصلت التتر فرأوا خوارزمشاه قد دخل البحر فوقفوا على الساحل. فلما يئسوا من اللحاق به رجعوا.
وهؤلاء هم الذين قصدوا الري وما بعدها. وذلك أنهم رجعوا إلى قاراندار فضبطوها وأسروا زوجته وأولاده الذكور هناك ومنها توجهوا إلى ايلال. وكان أولاد السلطان محمد الصغار هناك فحاصروها. ويروى أنها في تلك السنة لم تأتها المياه مع أنها كانت كثيرة فلم تصبها الأمطار. وفي مدة ١٥ يوما نفدت مياهها. فاستولوا عليها. وهذه الوقعة كانت سنة ٦١٧ ه ١٢٢١ م ويحكى أنه حين سمع بسقوط هذه المدينة أغمي عليه فمات. وبعدها استولوا على نخچوان وآذربيجان فخربوهما ،