قاصد وهدايا ـ أوضاع العشائر :
«وفي هذه السنة جاء مصر قاصد قدم إليها من عند علي شاه وزير ملك التتار وصحبته تقادم وهي بخاتي وقماش وجوار ومماليك ، وذكر أن سلطانهم قطع اخباز العربان من عنده وهم مهنا وأولاده وإخوته وأقاربه وكان لهم معظم العراق.
وكذا الخواجة مجد الدين إسماعيل السلامي التاجر المشهور حضر إلى القاهرة من المدينة السلطانية ومعه هدية سنية جليلة من جملتها خركاه مجوهرة وخيمة سقلاط ومماليك وجوار ترك ملاح وجمال بخاتي وقماش نفيس وغير ذلك فتكلم في الصلح بين السلطان الملك الناصر والسلطان أبي سعيد.
قال صاحب النزهة لما وصل مجد الدين خرج القاضي كريم الدين إلى قبة النصر تلقاه ولما حضر مجلس السلطان سأله عن أخبار أبي سعيد وچوبان وعن أحوال البلاد فقال الجميع داعون لمولانا السلطان وليس لهم مراد إلا رضى السلطان وهم مجتهدون في الصلح. وكان مجد الدين سبق التقادم التي سيرها أبو سعيد.
ثم ورد الخبر من نائب حلب أن سليمان بن مهنا عارض الرجال الذين معهم التقادم وأخذ ما كان معهم ، وأنه خرج عن الطاعة ... وكان سبب خروجه أن السلطان كان طرد أباه مهنا عن البلاد وأخرج الإمرة عنه ، وكان السلطان أرسل إليه شهاب الدين قراطاي بأن يخرج عن البلاد فقال له مهنا : أي شيء رسم لك السلطان رسم بقتالنا أو غيره قال ما رسم لي إلا بطردك أنت وأولادك عن بلاد السلطان فقال مهنا : أما رحيل عن بلادنا فلنا غيرها وإن طلبنا العوض وجدنا ولكن هو عوضنا ما يجد وإن كان قد ضاقت أرضه بنا فالفلاة واسعة ثم أنشد :
إن ضاق نزل يا فتى بدياركم |
|
فزمامها بيدي وما ضاق الفضا |