ولما استقر في الحكم أمر بتفريق الأموال المدخرة في الخزائن على أهل بيته وعلى الأمراء وأعاد الصاحبين شمس الدين وعلاء الدين إلى منصبهما وسلم مجد الملك إلى الصاحب علاء الدين فقتله في يوم الاربعاء ٧ جمادى الأولى سنة ٦٨١ ه على ما جاء في جامع التواريخ (١) وقد حكى علاء الدين الجويني ما جرى بالوجة المتقدم فلم تكن امارة مجد الملك إلا مدة يسيرة فناله جزاء غدره ... ومجد الملك هذا هو ابن صفي الدين اليزدي. وكان قد انتسب إلى بهاء الدين بن شمس الدين الجويني في اصفهان ثم توصل إلى ان استخدم لدى شمس الدين الجويني إلا أنه رأى منه ما يكره فاضطر أن يعود إلى يزد ، ثم ذهب إلى اصفهان وعاد إلى بهاء الدين ثم صار إلى شمس الدين فأرسله إلى بلاد الروم. وكان رجلا مفسدا اتخذ الوسائل للقضاء على آل الجويني ، فلم يدخر وسعا في الوقيعة بهم ... وفي آخر مرة توصل إلى ارغون بواسطة أحد المقربين من أمرائه وهو (اباجي) وفعل فعلته ...!
وفي كلشن خلفا أنه أغرى بقتله فقتله قتلة شنيعة فولي ذلك شرف الدين هارون ابن أخيه وحملت أطرافه إلى البلاد وسلخ رأسه وحمله إلى بغداد وشوى الخربندية لحمه وأكلوا منه وشربوا الخمر في قطعة من رأسه ... وانتقم منه.
السلطان أحمد والملك المنصور الألفي :
ثم إن السلطان أحمد ارسل القاضي قطب الدين محمود (٢) الشيرازي إلى الملك المنصور الألفي رسالة خلاصتها : إن الله تعالى حبانا بالايلخانية (٣) وأمرنا بالعدل وحقن الدماء فإن اردت الموادعة فنحن
__________________
(١) وفي وصاف ٤ ذي الحجة من السنة المذكورة.
(٢) وكان إذ ذاك قاضي سيواس «أبو الفداء ص ١٧ ج ٤».
(٣) الايلخانية يقصد منها السلطنة المغولية «لغة الجغتاي».