اتابك فارس (١) ليهنىء هلاكوخان بفتح بغداد وصل إلى اعتابه فرأى منه كل لطف وإنعام ، ثم رجع.
وفي ٤ منه وصل إليه السلطان عز الدين ملك الروم في حدود تبريز ثم وصل إليه السلطان ركن الدين يوم الأربعاء ٨ منه.
وكان هلاكوخان متألما من السلطان عز الدين لعدم التفاته إلى أحد قواده بايجونويان ومحاربته له. وبعد استيلاء المغول على بغداد أحس عز الدين بالخطر الحائق به فدبر حيلة ينقذ بها نفسه ويتذرع بها للخلاص فركن إلى المثول بين يدي هلاكوخان واغتنم فرصة الوفادة بصنع نعل جعل صورته مصورة فيه وقدمه إلى هلاكو وقال له :
إن صورتي التي تحت نعلك آمل أن تكون شفيعا لي وتجعلني مفتخرا بلطفك.
فاستذل لهذا الحد فتعسا له ولما صنع ...
وحينئذ رق عليه هلاكوخان وبتوسط دوقوز خاتون عفا عنه.
حكاية عن هلاكو تعين خطته :
لا نرى فائدة في استيعاب أحوال هذا الفاتح وذكر وقائعه مما ليس له تعلق بالعراق وأحواله. فهو بالإجمال فاتح عظيم ، ـ والقصة الآتية تبين سياسته وخطته.
__________________
(١) أصل «آتا» تركية بمعنى الأب وبك بمعنى أمير ، ثم اطلق اتابك بمد وبلا مد على من يقوم بتربية أولاد ملوك السلاجقة من الأتراك ثم أودعت لبعض هؤلاء ادارة بعض الممالك كولاة فاستقلوا بمرور الأيام فصار يطلق عليهم «الاتابكة» وملوك الاتابكة ... ومن هؤلاء اتابكة فارس مثل أتابك سعد المذكور ، واتابكة الموصل وهم اتابكة العراق.
وسيأتي الكلام عليهم ...