«كان السلطان خدابنده قد جهز حميضة وجهز معه الدرفندي (الدلقندي) نائب السلطنة بالبصرة وجهز معه عسكرا وخزانة ليسير الدرفندي بالعسكر مع حميضة ليملكه مكة المكرمة بدل أخيه رميثة فسار الدرفندي وحميضة ومن معهما من عسكر التتر والعرب حتى جاوزوا البصرة فبلغهم موت السلطان خدابنده فتفرقت تلك الجموع ولم يبق مع الدرفندي غير ثلثمائة من التتر وأربعمائة من عقيل عرب البصرة. وكان استولى على البصرة ابن السوابكي فأرسل استوحى محمد بن عيسى على الدرفندي فجمع محمد بن عيسى عربه من خفاجة وعرب إخوته وأولاد إخوته وسار إلى الدرفندي فأحرز له بالقرب من البصرة واتقع معه في العشر الأخير من ذي الحجة من ستة ٧١٦ ه فانهزم الدرفندي في بضع وثلاثين نفسا من ألزامه وانهزم حميضة برقبته وأخذ حريم حميضة وما كان معه من الأموال وكذلك الخيام والأثقال والجمال وكان ذلك شيئا عظيما وفيها هرب التركمان (التراكمة) والكنجاوية إلى حكومة سورية وفارقوا التتر فسارت التتر في طلبهم فأنجد الكنجاويين عسكر البيرة واتقعوا مع التتر فانهزم التتر هزيمة قبيحة وأسر منهم نحو خمسين من المغول وقتل منهم جماعة ووصل الكنجاوية إلى سورية سالمين بذواتهم وحريمهم (١) ...» ا ه.
التتار ـ الشام :
في أواخر شعبان هذه السنة قطع جماعة من التتار الفرات إلى جهة الشام وفي ٦ رمضان وصل منهم طاطي ومعه جماعة إلى دمشق ومنها ذهبوا إلى مصر (٢).
__________________
(١) أبو الفداء ج ٤ ص ٨٤.
(٢) عقد الجمان ج ٢٢.