شاكلته وعلى وفاق معه واتفاق ... وساعده على ذلك علي شاه ...
وفي عاشر شوال (١) قتل هو ومن معه في بغداد من نوابه أمثال الأمير ناصر الدين يحيى بن جلال الدين الطبري والخواجة زين الدين الماستري والخواجة شهاب الدين مباركشاه السباوي وداود شاه فاستشهدوا في المحول من بغداد جميعا وذلك بفرمان من السلطان بعد أن أجريت محاكمتهم. وصارت الوزارة بعده للخواجة تاج الدين علي شاه التبريزي وهو الوزير الذي انضم إلى الوزيرين واتفق مع الخواجة رشيد الدين على خصمه ... وفوضت إليه الوزارة على أن لا يخرج عن أمر الخواجة رشيد الدين ولا يتجاوز مرسومه ...
وأن علي شاه كان قد عرف مواطن الضعف في الخواجة سعد الدين وذلك أن أعوانه كان قد أعماهم الطمع فساقوا الوزير في الهاوية ولم يقف الأمر عند هؤلاء من رجال السوء فإن الخواجة سعد الدين كانت له زوجة يقال إنها في الأصل يهودية وقد ملكت لبه فلم يستطع مخالفتها ، وكانت تطلب منه أمورا هي من جملة أسباب نكبته ... وقد أثنى على سلوكه وحسن سيرته أبو القاسم عبد الله بن محمد القاشاني في تاريخه المعروف ب (تاريخ الجايتو) وبين مواطن ضعفه في الناحيتين المذكورتين وقد نعتت زوجته بأنها شيطان في صورة إنسان وأنها رمته في ورطة ... أما الموظفون عنده فقد عرف حالتهم علي شاه وكشف مخبآت ... فأوجب سقوط الخواجة سعد الدين سقوطا هائلا (٢) ...
__________________
(١) في تاريخ الجايتو أن ذلك وقع يوم السبت ١٠ شوال سنة ٧١١ ه والصحيح ما ذكرناه نقلا عن تاريخ كزيده فإنه عين التاريخ في بيت شعر فارسي «اسلامدة تاريخ ومؤرخلر».
(٢) وفي تاريخ الجايتو ما يشم منه رائحة التحامل والحزبية إلا أن وضوحه ودقة نظره وحسن التفاته للحقائق من أقرب طريق مما يفيد كثيرا. اتمه في أيام أبي سعيد ومنه نسخة كتبت بالفارسية في مكتبة أيا صوفيا وهو خير وثيقة لهذا العصر.