العصمتية المجاورة لمشهد عبيد الله وحبسوا هناك.
ثم اخرج نظام الدين ابن قاضي البندنيجين من الغد في (دوشاخة) وقد سود وجهه وأركب على بهيم وشهر في سوق بغداد والعوام يطرقون بين يديه استهزاء به.
ثم أعيد إلى موضعه وقبض على شرف الدين محمد بن بصلا وكيل الديوان ودوشخ أيضا وطولب بمال كثير. وكان زوج أخت النظام المذكور (نظام الدين عبد الله) وكل ما كان يفعله النظام من الحيف والظلم كان بإشارته لأنه كان داهية خبيثا ذا شر غير محمود السيرة في تصرفاته.
ووصل تقدم من مجد الدين ابن الأثير إلى مهذب الدولة نصر بن الماشعيري اليهودي بأن ينوب عنه في الديوان فصار هو المشار إليه وتولى الأمور فقال يوما للأمير تتارقيا الشحنة وقد أحضر النظام وابن بصلا بين يديه : هذا وابن بصلا مع النظام مثل الوزغة مع الأفعى. قال له ما معنى هذا قال : إن الوزغة تسقي الأفعى السم طول الليل فإذا كان النهار ألقت الأفعى ذلك السم على الناس فضحك تتارقيا وأمر بضربهما فضربا ضربا كثيرا وأدى ابن بصلا ألف دينار في عدة دفعات وعزل من الوكالة ورتب عوضه نجم الدين حيدر بن الأيسر. وأما النظام فإنه أدى مالا كثيرا وعوقب معاقبة عظيمة وقصفت رقبته بدوشاخة فمات.
وأما الخواجة هارون فإنه لم يزل موكلا به إلى أن وصل الأمير (أروق) إلى العراق فحمل إليه وهو بطريق خراسان والطوق في حلقه فأمر بإزالته وسلم إليه ما اخذ منه من الدواب وغيرها وعاد إلى داره على اختياره وظهر أصحابه الذين اختفوا ومجد الدين إسماعيل بن الياس وكيله ...