بالمنشي النسوي جاء في الدر المكنون : «وفيها ـ سنة ٦٤٧ ه ـ توفي بمدينة حلب شهاب الدين محمد بن عبد الواحد (في اسم الأب اختلاف هنا) المنشي النسوي صاحب تاريخ (جلال الدين خوارزمشاه) (سيرة منكبرتي) وكاتب إنشائه اتصل بعد قتل مخدومه بالملك المظفر غازي بن العادل الأيوبي صاحب ميافارقين ، ثم اتصل بخدمة بركة خان مقدم الخوارزمية (كذا) ولما قتل بركة خان تقدم المترجم عند الناصر يوسف ابن العزيز الأيوبي صاحب حلب ، وبعثه رسولا إلى التتر ، وعاد فمات في حلب». ا ه نقلا عن مخطوط باريس رقم ٤٩٤٩ لياسين العمري (قاله الصديق الدكتور مصطفى جواد) وبهذا عرفنا ترجمته ووفاته.
وتاريخه هذا في سيرة السلطان جلال الدين المنكبرتي من الخوارزمشاهية وهو آخرهم ، وعليه اعتمد أبو الفداء ، ورد اسمه بلفظ المنشي النسوي حينما تكلم عن (ظهور التتر) ، وفيه تصحيح لوقائعه وسد لفراغ الكلمات وتصحيح لها. وقد راجعناه وعولنا على غالب نصوصه. وقد مر الكلام عليه اثناء مراجعة تاريخ أبي الفداء. طبع باعتناء المستشرق الفاضل هوداس بأصله العربي مع ترجمة فرنسية سنة ١٨٩١ م.
قال النسوي في مقدمته :
«إنني لما وقفت على ما ألف من تواريخ الأمم الماضية ، وسير القرون الخالية ، واتساق اخبارها من لدن انتشار ولد آدم أبي البشر عليه السّلام إلى زماننا هذا سوى ما صادف فترة ، رأيت قصارى كل مؤرخ تكرير ما ذكره المتقدم عليه ... بيسير من الزيادة والنقصان إلى أن يسوق الحديث إلى زمانه ، وحوادث أوانه ، فيوردها شافية كافية ، ومن وراء الاشباع والاقناع آتية ، وشتان ما بين الخبر والخبر وأين العيان من اقتفاء الأثر ، ورأيت الكامل من تأليف علي بن محمد بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير ، يتضمن من أحاديث الأمم عموما ، وغرائب أخبار العجم