إلا واحدا منهم فإنه هرب من السجن. ولما رأى ما جرى على اصحابه لحق بديار التتار وأعلمهم بما وقع (١).
وفي ابن بطوطة : إن ملك خوارزم له قوة عظيمة وشوكة فهابه جنگيزخان وأحجم عنه ولم يتعرض له ، فاتفق أن بعث جنگيزخان تجارا بأمتعة الصين والخطا من الثياب الحريرية وسواها إلى بلدة أطرار آخر عمالة جلال الدين فبعث إليه عامله عليها معلما بذلك واستأذنه ما يفعل في أمرهم فكتب إليه يأمره أن يأخذ أموالهم ويمثل بهم ويقطع اعضاءهم ويردهم إلى بلادهم ... فلما فعل ذلك تجهز جنگيز بنفسه في عساكر لا تحصى كثرة برسم غزو بلاد الإسلام (٢).
وفي شجرة الترك ضعف هذه الرواية وعول على أن جنگيزخان أرسل محمود يالواجي وقال للسلطان محمد خوارزمشاه عن لسان جنگيزخان : «إن الله اعطاني ملك الشرق إلى حدود ملكك ، فأنت ابني ، فاجهد على الجميل يكن المسلمون في راحة وطمأنينة!». وقد عرض رسالته هذه على السلطان محمد ، ثم إن السلطان قدم لؤلؤة إلى محمود يالواجي ثم جرت بينهما محادثة ... قال : «إني سائلك فاصدقني هل كان أخذ خانك للخيتاي (الخطا) صحيحا؟ فأجابه : «وحق الله إن خاني ينطق بالصدق ، وسيأتيكم نبأ صدقه قريبا» ، أما السلطان محمد فقد قال له بحنق وغضب : «إنك تعلم يا محمود سعة ملكي وقوة سلطاني ، ومن خانك ليعد نفسه أكبر مني فيقول لي ابني؟ وما مقدار عسكره ليرى نفسه أعلى مني؟».
وحينئذ خاف محمود يالواجي من توسع الموضوع فكان جوابه : «إن جند جنگيز تجاه عسكرك كضياء القمر حيال نور الشمس!». فانتهى
__________________
(١) «ر : ص ٤٠١ ابن العبري وشجرة الترك».
(٢) ر : ص ٢٢٥ ج ١ تحفة النظار».