فقال له سليمان شاه (هو شهاب الدين الأمير ابن برجم) :
إن الخليفة مستبد ولم يكن رجلا سعيدا (موفقا) ليسمع نصائح المصلحين الذين يريدون له خيرا!!
فأمر بقتلهم وأتباعهم تماما. وقتلوا أيضا ابن الدواتدار الكبير وهو الأمير (تاج الدين) ابن علاء الدين الطبرسي وقطعوا رؤوس هؤلاء الثلاثة وسلموها إلى الملك الصالح بن بدر الدين لؤلؤ فأرسلها إلى الموصل.
فبكى بدر الدين للصداقة بينه وبين سليمان شاه ولكن لم ير بدّا من تعليق رؤوسهم فعلقت حذرا من أن تصيبه نقمة من هلاكوخان.
ثم إن الخليفة لما رأى الأمر قد تضايق عليه من كل الجوانب وأنه خرج الأمر من يده دعا الوزير وسأله تدبيرا فأجابه :
يظنون أن الأمر سهل وأنما |
|
هو السيف عدت للقاء مضاربه |
وفي يوم الأحد ٤ صفر سنة ٦٥٦ ه خرج الخليفة من بغداد ومعه ابناؤه الثلاثة وهم أبو الفضل عبد الرحمن وأبو العباس أحمد أبو المناقب مبارك مع ثلاثة آلاف من السادات والأئمة والقضاة والأكابر والأعيان فوصلوا إلى هلاكو خان فلم يبد هلاكو خان أثرا من الغضب عليهم وأخذ يسأل أحوالهم بكلمات طيبة ثم قال للخليفة :
مر الناس أن يلقوا السلاح ويخرجوا من المدينة حتى أحصيهم فرجع الخليفة إلى المدينة ونادى المنادي بأمر الخليفة أن يلقوا السلاح ويخرجوا فألقوا اسلحتهم وأخذوا يخرجون من المدينة. وكان الجيش المغولي يقتلهم عند خروجهم.
ثم أمر أن يخيم الخليفة وأولاده ومتعلقاته محاذيا لباب كلواذى وهو محل معسكر كيتو بوقا نويان فنزلوا هناك وعين بعض أفراد المغول