عليه لحد أن بعضهم نظرا لاستخدامه لهؤلاء اليهود واعتماده عليهم في أموره ... عده منهم واعتبره يهودي الأصل ... وهكذا وجدنا في ابن بطوطة ما يؤيد هذه الفكرة وأخذ بتيارها وكان آنئذ اعداؤه القابضين على زمام الأمور (اصحاب الكلمة) فقد قال إنه من مهاجرة اليهود (١).
وعلى كل حال إن تاج الدين نصب نفسه لمخالفة الخواجة رشيد الدين ومعارضته وعلى ما جاء في حبيب السير أنه لم يبق له سلطة رغم ما بذل الخواجة له من المساعي والمناصرة ... فلما رأى الوزير رشيد الدين أن قد عادت الوسائل لا تنجع وأن الأمور قد اضطربت وانحل ما بينهما ... شكاه للسلطان ومن ثم صدر الأمر بعزله وذلك في سنة ٧١٥ ه فعزل إلا أنه لم تدم مدة عزله فأعيد بعد قليل إلى الوزارة وأيضا عاد الخلاف بل زاد فأراد السلطان أن يؤلف بينهما وفرق الوظائف بين الاثنين وعين لكلّ ما يجب أن يقوم به فجعل الوزارة مشتركة فكانت الإدارة للخواجة والمالية للآخر ... فاستعاد نفوذه رغم قوة خصومه أمثال طوقماق والوزير رشيد الدين ... وهذه أيضا كانت من أكبر الغوائل التي مرت على الخواجة وكم كان يتمنى لو قبل استعفاؤه وعاش منزويا ومجردا عن كل ما ملك ...!
وعلى كلّ لم ينته الخلاف بعودته ولا زال تاج الدين علي شاه مخالفا الوزير رشيد الدين ولا يلتفت إلى أقواله وإنما يعمل الأعمال من تلقاء نفسه ... ودام ذلك ما بينهما إلى أيام وفاة الجايتوخان (محمد خدابنده).
وفيات :
١ ـ محمود الأصم : ابن محمد بن محمد بن عبد المؤمن المدايني
__________________
(١) تحفة النظار ج ١ ص ١٣٧.