صعبا عليه. فاطلع الخليفة على هذه الحالة فيئس من حكومة بغداد وملكها يأسا كليا. لأنه لم ير مفرا ولا ملجأ لنفسه فقال : ليس لي بد من طاعتهم.
وعلى هذا أرسل الخليفة فخر الدين الدامغاني وابن الدرنوس (١) ومعهما تحف قليلة. لأنه حاذر أن يرسل تحفا كثيرة فتدل على خوفه منهم فيحصل بذلك تعنت من العدو وعناد. فلم يلتفت هلاكو إلى التحف المرسلة ومن ثم رجعوا خائبين.
وفي يوم الثلاثاء ٢٩ المحرم خرج أحد أولاد الخليفة وهو المتوسط منهم أبو الفضائل (الفضل) عبد الرحمن ومعه الوزير وصاحب الديوان وجمع من الأعاظم ومعهم أموال كثيرة فلم يقع ذلك كله موقع القبول من هلاكو خان ...
وفي سلخ المحرم خرج ابن الخليفة الأكبر والوزير وجمع من المقربين بقصد الرجاء والشفاعة فلم يجد ذلك نفعا. وحينئذ أرسل هلاكو الخواجة نصير الدين وايتيمور بصفتهما رسلا إلى الخليفة وبصحبتهما صاحب الديوان فخر الدين الدامغاني وابن الجوزي وابن درنوس وكانوا يقصدون جلب سليمان شاه والدواتدار.
وفي غرة صفر دخلوا بغداد وجاؤوا بيرليغ (أمر سلطاني) وعهد (بايزه) ليطمئنوهما وقالوا :
__________________
(١) هو عبد الغني بن الدرنوس ذكره ابن الطقطقي وقال كان حمالا فتوصل في أيام المستنصر حتى صار براجا في بعض ابراج دار الخليفة فما زال يحسن التوصل إلى ولد المستنصر وهو المستعصم وكان في زمن أبيه محبوسا ، فما زال يتعهده بالخدمة إلى أن جلس على سرير الخلافة فعرف له حق الخدمة ورتبه متقدم البراجين ثم استحجبه حتى بلغ أن صار إذا دخل إلى الوزير ينهض له ويخلي المجلس لعله جاء في مشافهة من عند الخليفة ولقب نجم الدين الخاص ... الخ ص ٣٣.