الاجتماع ، ضرورة (١) أن الكون المنهي عنه غير متحد (٢) مع الخياطة وجوداً أصلا ، كما لا يخفى (*) المنع (٣) الا عن صدق أحدهما : اما الإطاعة بمعنى الامتثال فيما غلب جانب الأمر ، أو العصيان فيما غلب جانب النهي ، لما عرفت من البرهان (٤) على الامتناع.
______________________________________________________
الفعل ، لأنها بمعناها المصدري «إدخال الخيط بتوسط الإبرة في الثوب وإخراجه عنه بكيفية خاصة» ومن المعلوم تباين المقولتين ، وعدم اتحادهما ، كما قرر في محله. وكذا الحال إذا أريد بالخياطة معنى اسم المصدر ، وهو : الصفة الخاصة الحاصلة للثوب القائمة به ، فكيف تتحد مع الكون في المكان؟ (١) تعليل لخروج مثال الخياطة عن مسألة الاجتماع.
(٢) قد عرفت وجه عدم اتحاد الخياطة بكلا معنييها وجوداً مع الكون.
(٣) هذا ثاني الوجهين اللذين أجاب بهما المصنف (قده) عن الاستدلال المزبور ، وحاصله : ـ بعد الغض عن الوجه الأول الراجع إلى المناقشة في المثال ـ عدم تسليم صدق الإطاعة والعصيان معاً ، بل المسلم صدق أحدهما اما الإطاعة بناء على ترجيح جانب الأمر ، واما العصيان بناء على ترجيح جانب النهي ، لأنه مقتضى التضاد بين الأمر والنهي ، وعدم كون تعدد الجهة مجدياً في دفع التضاد.
(٤) وهو التضاد بين الأمر والنهي.
__________________
(*) ولذا ذكر في تقريرات شيخنا الأعظم (قده) مثال آخر ، وهو : «ما إذا أمر المولى بالمشي ونهاه عن الحركة في مكان خاص ، فان العبد لو خالف المولى وأوجد المشي المأمور به في ضمن الحركة في ذلك المكان عد عاصياً ومطيعاً يستحق بالأول اللوم والعقاب وبالثاني المدح والثواب».