وله : [البسيط]
لا تنكروا أنّنا في رحلة أبدا |
|
نحثّ في نفنف طورا وفي هدف (١) |
فدهرنا سدفة ونحن أنجمها |
|
وليس ينكر مجرى النّجم في السّدف (٢) |
لو أسفر الدهر لي أقصرت عن سفري |
|
وملت عن كلفي بهذه الكلف |
وله من قصيدة : [الطويل]
رويدك يا بدر التمّام فإنني |
|
أرى العيس حسرى والكواكب ظلّعا (٣) |
كأنّ أديم الصبح قد قدّ أنجما |
|
وغودر درع الليل فيها مرقّعا |
فإني وإن كان الشباب محبّبا |
|
إليّ وفي قلبي أجلّ وأوقعا |
لآنف من حسن بشعري مفترى |
|
وآنف من حسن بشعري قنّعا (٤) |
وقال الوزير أبو الوليد بن حزم (٥) : [الطويل]
إليك أبا حفص وما عن ملالة |
|
ثنيت عناني والحبيب حبيب |
مقالا يطير الجمر عن جنباته |
|
ومن تحته قلب عليك يذوب |
مضت لك في أفياء ظلّي صولة |
|
لها بين أحناء الضّلوع دبيب (٦) |
ولكن أبى إلّا إليك التفاته |
|
فزاد عليه من هواك رقيب |
وكم بيننا لو كنت تحمد ما مضى |
|
إذ العيش غضّ والزمان قشيب (٧) |
وتحت جناح الغيم أحشاء روضة |
|
بها لخفوق العاصفات وجيب |
وللزهر في ظلّ الرياض تبسّم |
|
وللطير منها في الغصون نحيب |
وقال في الزهد : [المتقارب]
ثلاث وستون قد جزتها |
|
فماذا تؤمّل أو تنتظر |
وحلّ عليك نذير المشيب |
|
فما ترعوي أو فما تزدجر |
__________________
(١) النفنف : كل مهواة بين جبلين ، أو الأرض الخالية البعيدة.
(٢) السدفة : الظلمة.
(٣) العيس : النوق.
(٤) آنف : أبى وأرفض.
(٥) انظر المطمح ص ٣١ ـ ٣٤.
(٦) في ب : «مضت لك في أفياء ظلي قولة».
(٧) القشيب الجديد.