نفح الطّيب [ ج ٤ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في نفح الطّيب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

وقال أبو بكر بن الجزار السرقسطي : [الطويل]

ثناء الفتى يبقى ويفنى ثراؤه

فلا تكتسب بالمال شيئا سوى الذكر

فقد أبلت الأيام كعبا وحاتما

وذكرهما غضّ جديد إلى الحشر (١)

وقال الأديب أبو عبد الله الجذامي : كان لشخص من أصحابنا قينة ، فبينما هو ذات يوم قد رام تقبيلها على أثر سواك أبصره بمبسمها إذ مرّ فوّال ينادي على فول يبيعه ، قال : فكلّفني أن أقول في ذلك شيئا ، فقلت : [الطويل]

ولم أنس يوم الأنس حين سمحت لي

وأهديت لي من فيك فول سواك

ومرّ بنا الفوّال للفول مادحا

وما قصده في المدح فول سواك

وشرب يوما أبو عبد الله المذكور عند بعض الأجلّة وذرعه القيء ، فارتجل في العذر : [الطويل]

لا تؤاخذ من أخلّ به

قهوة في الكاس كالقبس

كيف يلحى في المدام فتى

أخذته أخذ مفترس (٢)

دخلت في الحلق مكرهة

ضاق عنها موضع النّفس

خرجت من موضع دخلت

أنفت من مخرج النجس

وجلس سلمة بن أحمد إلى جنب وسيم يكتب من محبرة فانصبّ الحبر منها على ثوب سلمة ، فخجل الغلام ، فقال سلمة : [الكامل]

صبّ المداد وما تعمّد صبّه

فتورّد الخدّ المليح الأزهر

يا من يؤثّر حبره في ثوبنا

تأثير لحظك في فؤادي أكبر

وكان لأبي الحسن بن حزمون (٣) بمرسية محبوب يدعى أبا عامر ، وسافر أبو الحسن ، فبينما هو بخارج ألمرية إذ لقي فتى يشبه محبوبه ، وسأله عن اسمه ، فأخبره بأنه يدعى أبا عامر ، فقال أبو الحسن في ذلك : [المتقارب]

إلى كم أفرّ أمام الهوى

وليس لذا الحبّ من آخر

وكيف أفرّ أمام الهوى

وفي كلّ واد أبو عامر (٤)

__________________

(١) إلى الحشر : أراد إلى يوم القيامة والحساب.

(٢) يلحى : يلام.

(٣) انظر زاد المسافر ص ٦٤.

(٤) لعله أخذ الشطر الثاني من البيت من قولهم «في كل واد أثر من ثعلبة».