اشرب الكاس يا نصير وهات |
|
إنّ هذا النهار من حسناتي |
بأبي غرّة ترى الشخص فيها |
|
في صفاء أصفى من المرآة |
تنزح الناس نحوها بازدحام |
|
كازدحام الحجيج في عرفات (١) |
هاتها يا نصير إنّا اجتمعنا |
|
بقلوب في الدين مختلفات |
إنما نحن في مجالس لهو |
|
نشرب الراح ثم أنت مواتي |
فإذا ما انقضت ديانة ذا الله |
|
واعتمدنا مواضع الصلوات |
لو مضى الدهر دون راح وقصف |
|
لعددنا هذا من السيئات |
وشاعت عنه أشعار في دولة الخلافة وأهلها ، سدّد إليهم صائبات نبلها ، وسقاهم كؤوس نهلها ، أوغرت عليه الصّدور ، ونعرت (٢) عليه المنايا ولكن لم يساعدها المقدور ، فسجنه الخليفة دهرا ، وأسكنه من النكبة وعرا ، فاستعطفه أثناء ذلك واستلطفه ، وأجناه كل زهر من الإحسان وأقطفه ، فما أصغى إليه ، ولا ألغى موجدته عليه (٣) ، وله في السجن أشعار صرّح فيها ببثّه ، وأفصح فيها عن جلّ الخطب لفقد صبره ونكثه ، فمن ذلك قوله : [الطويل]
لك الأمن من شجو يزيد تشوقي
ومنها :
فوافوا بنا الزهراء في حال خالع ال |
|
أئمّة لاستيفائهم في التوثّق |
وحولي من أهل التأدّب مأتم |
|
ولا جؤذر إلّا بثوب مشقّق |
فلو أنّ في عيني الحمام كروضها |
|
وإن كان في ألوانه غير مشفق |
ونادى حمامي مهجتي لتقلقلت |
|
فهلّا أجابت وهو عندي بمحنق (٤) |
أعينيّ إن كانت لدمعك فضلة |
|
تثبّت صبري ساعة فتدفّقي (٥) |
فلو ساعدت قالت أمن قلّة الأسى |
|
تنقت دموعي أم من البحر تستقي (٦) |
__________________
(١) في ب : «تنزع الناس نحوها».
(٢) في ب : «ونفرت عليه». وفي ه : «وتعرت عليه».
ونعرت عليه المنايا : صاحت وصوّتت.
(٣) الموجدة : الغضب.
(٤) في ب ، ه : «وهو عندي لمحنق».
(٥) في ب ، ه : «إن كانت لدمعي فضلة».
(٦) في ب ، ه : «أمن عدة الأسى».