رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة رفع يديه ... الحديث ، إلى قوله : ويقول عند انصرافه من الصلاة : «اللهم اغفر لي ما قدّمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت إلهي لا إله إلا أنت» حسن صحيح. وفي رواية أبي داود : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا سلّم من الصلاة قال : «اللهم اغفر لي ما قدّمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت» (١).
وخرّج أبو داود : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول دبر كل صلاة : «اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن محمدا عبدك ورسولك ، اللهم ربنا ورب كل شيء أنا شهيد أن العبادة كلهم إخوة ، اللهم ربنا ورب كل شيء اجعلني مخلصا لك وأهلي في كل ساعة في الدنيا والآخرة ، يا ذا الجلال والإكرام أسمع واستجب ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله نور السموات والأرض ، الله أكبر ، الله أكبر ، حسبي الله ونعم الوكيل» (٢).
ولأبي داود في رواية : «رب أعنّي ولا تعن عليّ ، وانصرني ولا تنصر عليّ ، وأمكن لي ولا تمكن عليّ ، واهدني ويسّر هداي إليّ وانصرني على من بغى عليّ» إلى آخر الحديث.
وفي النسائي أنه عليه الصلاة والسلام كان يقول في دبر الفجر إذا صلى : «اللهم إني أسألك علما نافعا ، وعملا متقبلا ، ورزقا طيبا» (٣). وعن بعض الأنصار قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول في دبر الصلاة : «اللهم اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور» (٤) حتى يبلغ مائة مرة ، وفي رواية ، أن هذه الصلاة كانت صلاة الضحى.
فتأملوا سياق هذه الأدعية كلها مساق تخصيص نفسه بها دون الناس! فيكون مثل هذا حجة لفعل الناس اليوم إلا أن يقال : قد جاء الدعاء للناس في مواطن ، كما في الخطبة التي استسقى فيها ، ونحو ذلك ، فيقال : نعم ، فأين التزام ذلك جهرا للحاضرين في دبر كل صلاة؟
__________________
(١) أخرجه أبو داود في كتاب : الصلاة ، باب : ما يقول الرجل إذا سلّم (الحديث : ١٥٠٩). وأخرجه الترمذي بحديث طويل في كتاب : الدعوات ، باب : الدعاء في أول الصلاة (الحديث : ٣٤١٧).
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب : الصلاة ، باب : ما يقول الرجل إذا سلّم (الحديث : ١٥٠٨).
(٣) أخرجه أحمد في المسند (٦ / ٢٩٤). وأخرجه ابن ماجه في سننه في كتاب : إقامة الصلاة ، باب : ما يقال بعد التسليم (الحديث : ٩٢٥).
(٤) أخرجه رزين.