والثوبانية (١) ، والتومنية (٢).
وأما النجارية (٣) : فثلاث فرق وهم : البرغوثية (٤) ، والزعفرانية (٥) ، والمستدركة (٦).
وأما الجبرية (٧) : ففرقة واحدة ، وكذلك المشبهة (٨).
فالجميع اثنتان وسبعون فرقة ، فإذا أضيفت الفرقة الناجية إلى عدد الفرق صار الجميع ثلاثا وسبعين فرقة.
وهذا التعديد بحسب ما أعطته المنة في تكلف المطابقة للحديث الصحيح ، لا على القطع بأنه المراد ، إذ ليس على ذلك دليل شرعي ، ولا دل العقل أيضا على انحصار ما ذكر في تلك العدة من غير زيادة ولا نقصان ، كما أنه لا دليل على اختصاص تلك البدع بالعقائد.
__________________
(١) الثوبانية : أصحاب أبي ثوبان المرجئ. زعموا أن الإيمان هو المعرفة والإقرار بالله وبرسله عليهم الصلاة والسلام وبكل ما يجوز في العقل أن يفعله وما جاز في العقل تركه فليس من الإيمان وأخر العمل كله عن الإيمان.
(٢) التومنية : أصحاب أبي معاذ التومني زعم أن الإيمان هو ما عصم من الكفر وهو اسم لخصال إذا تركها التارك كفر. وقال : من ترك الصلاة والصيام مستحلّا كفر ومن تركهما على نية القضاء لم يكفر.
(٣) النجارية : أصحاب الحسين بن محمد النجار وافق المعتزلة في نفي الصفات ووافق الصفاتية في خلق الأعمال.
(٤) البرغوثية : أصحاب محمد بن عيسى الملقب بالبرغوث أثبت أن الله كونه مريدا لم يزل لكل ما علم أنه سيحدث من خير وشر وإيمان وكفر وطاعة ومعصية.
(٥) الزعفرانية : أتباع الزعفراني الذي كان يناقض بآخر كلامه أوله فيقول : إن كلام الله تعالى غيره وكل ما هو غير الله مخلوق ثم يقول : الكلب خير ممن يقول كلام الله مخلوق. وهو يقول كلام الله غيره.
(٦) المستدركة : زعموا أنهم استدركوا ما خفي على أسلافهم لأن أسلافهم منعوا إطلاق القول بأن القرآن مخلوق.
(٧) الجبرية : يرون أن العباد مجبورون على أفعالهم لا اختيار لهم فيه.
(٨) المشبهة : هم الذين تكلموا بالآيات والأحاديث التي فيها وصف للحق ، فشبهوا معبودهم على صورة ذات أعضاء وأبعاض إما روحانية أو جسمانية وجوّزوا عليه الانتقال والنزول والصعود والاستقرار والتمكن.