منها : ما ينتقل إليهم عن طريق النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كتعليمه أمير المؤمنين عليهالسلام كل ما علمه النبي بواسطة الوحي ، وهذه العلوم الموروثة إليهم عليهمالسلام هي الأحكام والتكاليف الشرعية التي أنزلها جبرائيل على قلب النبي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو صلىاللهعليهوآلهوسلم بدوره أوصلها إلى الأئمة عليهمالسلام إذ لا نبي مشرّع بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن هذا القبيل ما ورد عن أمير المؤمنين أنه قال : «علّمني رسول الله ألف باب وكل باب منها يفتح ألف باب ، فذلك ألف ألف باب ...»(١).
فيراد منه الأحكام الكلية التي تنطبق على مصاديقها وصغرياتها.
ومنها : ما كتبه الإمام علي عليهالسلام بإملاء رسول الله وسمّي بالجامعة قال الإمام الصادقعليهالسلام :
فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش (٢).
ومنها : ما كتبه أمير المؤمنين عليهالسلام وسمّي بالجفر وهو وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين وفيه زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم.
ومنها : ما سمعته مولاتنا الصدّيقة المطهّرة فاطمة روحي فداها وكتبه أمير المؤمنين عليهالسلام وسمّي بالمصحف (٣).
ومنها : الإلهامات كقذف في القلوب ووقر في الأسماع كما في روايات متعددة أن الأئمة عليهمالسلام محدّثون من قبل الملائكة (٤).
هذا فيما يتعلق بماهية علومهم ، أما مقدارها ، فحدّث ولا حرج إذ كيف لنا أن نحيط بكنههم وقد قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام يا علي ما عرف الله إلّا أنا وأنت ، وما عرفني إلّا الله وأنت ما عرفك إلّا الله وأنا.
__________________
(١) رواه القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص ٧٧ ط إسلامبول ولاحظ إحقاق الحق ج ٦ / ٤١.
(٢) أصول الكافي : ج ١ ص ٢٣٩.
(٣) بصائر الدرجات : ص ١٥٤ وأصول الكافي ، ولاحظ تعليقتنا على المراجعات : ص ٤١٥ ط. الأعلمي ١٩٩٦ م.
(٤) أصول الكافي : ج ١ ص ٢٧٠.