أجر الرسالة المقصودة في القرآن الكريم ، والمودّة هي المحبة ، لكنّها ليست مجرّد محبة عادية كالتي بين الأصدقاء ، بل هي تتناسب مع أجر الرّسالة السمحاء ، إذ تتطلب الإيمان بإمامة المعصومين عليهمالسلام والاعتقاد بهم ، فمحبتهم وسيلة لتقوية الرسالة ، وفي الحقيقة لم تكن المودّة هنا غير الدعوة الدينية من حيث بقائها ودوامها.
فمفاد الآية الشريفة لا يغاير مؤدى سائر الآيات النافية لسؤال الأجر ، وبذلك يظهر فساد ما أورد على هذا الوجه من أنه لا يناسب شأن النبوة لما فيه من التهمة ، فإنّ أكثر طلّاب الدنيا يفعلون شيئا ويسألون عليه ما يكون فيه نفع لأولادهم وقراباتهم ، وهذا الإيراد واضح البطلان بما ذكرنا.
وقد وردت بهذا المعنى روايات من طرق أهل السنّة وتكاثرت الأخبار من طرق الشيعة في تفسير الآية بمودّتهم وموالاتهم.
الثاني :
المقصود من المودّة هي التودّد إليه تعالى بالطاعة والتقرّب فالمعنى : لا أسألكم عليه أجرا إلّا أن تتوددوا إليه تعالى بالتقرّب إليهم.
وفيه : أنّ المخاطبين هم الأنصار والمهاجرون ، وكلهم يوادّون الله تعالى ، فلا يحتاج إلى التأكيد في حدّ أجر الرسالة ، مضافا إلى أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يطلب من الناس طاعة الخالق العزيز لا محبته المجرّدة لأنّ المشرك يحاول التقرّب إلى الله تعالى أيضا بحسب اعتقاده وان لم يقبل منه.
الثالث :
المقصود من «المودّة في القربى» عيال المسلمين وأقاربهم عامّة ، بمعنى أنهصلىاللهعليهوآلهوسلم طلب التقرّب إليهم ووصل رحمهم وهذا هو أجر الرسالة وفيه :
أنه لا يوجد أي ترابط بين الرسالة وأجرها ، لأنه ما هو الأثر الذي تتركه مودّة الأقارب على الرسالة الإسلامية؟
مضافا إلى أنّ أجر الرسالة من المسائل الخطيرة التي يجب أن تعود بالفائدة على الرسالة.
الرابع :
المقصود أنّ أجرى هذا أن تحفظوا قرابتي ، ولا تؤذوني لأني ارتبط برباط