وأخرى على التفصيل كما روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم متواترا أنه قال للإمام الحسين عليهالسلام : هذا ابني إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة ، تاسعهم قائمهم ـ إلى أن ساق الخبر المروي عن مسروق المتقدم.
الوجه الثاني :
قد بيّنا أن الإمام يجب أن يكون معصوما ، وغير هؤلاء ليسوا معصومين إجماعا ، فتعيّنت العصمة لهم ، وإلّا لزم خلوّ الزمان من المعصوم وقد بيّنا استحالته.
الوجه الثالث :
إن الكمالات النفسية والبدنية بأجمعها موجودة في كل واحد منهم ، وكل واحد منهم كما هو كامل في نفسه ، كذا هو مكمّل لغيره وذلك يدلّ على استحقاقه الرئاسة العامة لأنه أفضل من كل أحد في زمانه ، ويقبح عقلا تقديم المفضول على الفاضل ، فيجب أن يكون كل واحد منهم إماما وهذا برهان لمي (١).
هذا مضافا إلى دعوى الإمامة عن كل واحد من الأئمة الاثني عشر ، وظهور المعجزة على أيديهم ، وقد تواترت معجزاتهم عند الخاصة والعامة وهي شاهد صدق على دعواهم ، لذا تسلّم الإمامية لإمامتهم مجمعين عليها جيلا بعد جيل ونسلا بعد نسل.
ثم إنك بعد ما عرفت من قطعية أن الأئمة هم الاثنا عشر لا أقلّ ولا أكثر تعلم بطلان دعوى الإمامة عن غيرهم ، كما نعلم بعد قطعية الخاتمية ، بطلان دعوى النبوة بعد نبوة نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا حاجة بعد بطلانها إلى الفحص والتحري حول مدعى من ادّعى الإمامة ، كما لا حاجة إلى الفحص والتحري حول مدعى النبوة بعد العلم ببطلان دعواها كما لا يخفى (٢).
__________________
(١) شرح التجريد : ص ٣٩٨.
(٢) بداية المعارف : ج ٢ ص ١٤٣.