في السماوات].
وبعد هذا الحوار أخذ السيد المسيح يحدّث أصحابه عما سيقع له مع اليهود ثم دعاهم لاتباعه والتعرض للبلاء إذا شاءوا وختم حديثه بالقول لهم : [سوف يأتي ابن الإنسان في مجد أبيه ومعه ملائكته فيجازي يومئذ كلّ امرئ على قدر أعماله]. انجيل متى / الإصحاح السادس عشر.
إنه إنسان آخر غير السيد المسيح قطعا ولو كان يريد نفسه لقال : [سوف آتي في مجد أبي ...] وبالأخص كانت بداية الحوار تتعرض لهذا الموضوع بشكل مباشر ، فابن الإنسان شخص آخر يستلم السلطة الإلهية على الأرض ، يعينه الصالحون من أصحابه وأنصاره المعبّر عنهم بالملائكة أو أن الملائكة تعينه أيضا كما دلّت على ذلك بعض النصوص في مصادرنا. وهناك قرينة واضحة لا خفاء فيها على المطلوب تدل على أن ابن الإنسان هو غير السيد المسيح عليهالسلام وهي قوله عليهالسلام كما ورد في إنجيل متى / الإصحاح السادس عشر / المقطع الثامن والعشرون / قال : [الحقّ أقول لكم إن من القيام هاهنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيا في ملكوته].
إنّه يقول لهم الحق أن أحدا منهم لن يذوق الموت حتى يشاهد ابن الإنسان آتيا في ملكوته ، ولم يدّع أحد ، ولم ينقل أن من تلاميذه من كتب له البقاء من بعده حتى قيام ملكوت الله ، والمتفق عليه عند المسلمين والمسيحيين بقاؤه عليهالسلام ـ أي عيسى ـ في السماء لحين ظهور ملكوت الله ونزوله للمشاركة فيه ، فيكون هو المقصود بمن سيبقى ، فالمراد من «ابن الإنسان» شخص آخر سيبقى حيّا حتى يلقاه ـ وليس هو إلا السيد المسيح عليهالسلام ـ ، ويرى ابن الإنسان جالسا عن يمين القدير (أي الله عزّ اسمه) وآتيا في غمام السماء كما جاء في انجيل مرقس / الإصحاح الرابع عشر ، أنه المهدي الذي سيحكم بأمر لله وقدرته ، ويأتي في غمام السماء وهي إشارة إلى مبلغ قدرته في دولته (عج) الشريف.
وورد في رؤيا يوحنا اللاهوتي : الإصحاح ١٢ :
«وظهرت آية عظيمة في السماء امرأة متسربلة بالشمس ، والقمر تحت رجليها ، وعلى رأسها إكليل من اثنى عشر كوكبا ، وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجّعة لتلده ، وظهرت آية أخرى في السماء ، هو ذا تنين عظيم أحمر له سبعة رءوس وعشرة قرون وعلى رءوسه سبعة تيجان ، والتنين واقف أمام المرأة العتيدة