المهديّ رومية الأصل وفي المقابل يذهب السنّة أنّه سوف يولد في مستقبل الزمان.
هذا التفاوت في الاعتقاد لم يثن ويضعف عزائم المحدثين في أن يرووا هذا الجمّ الغفير من تلكم النصوص الصريحة في خروج مهديّ آخر الزمان.
وقد يستظهر من كلام البيهقي وهو أحد كبار السنّة موافقته للإمامية في دعواهم ولو لم يتفق معهم لأنكر عليهم في مضامين كلماته التي استدلّ بها على إمكان بقاء الإمام (عج) الشريف ، وطول حياته إلى الآن ، أضف إليه وجود ثلّة من علمائهم الكبار يعتقدون بوجود الإمام (عج) الشريف منذ عام ٢٥٥ هجرية ، ذكرهم العلّامة نجم الدين العسكري في كتابه : (المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية) ، ولا بأس هنا بالتطرّق إلى بعض الأخبار من صحاح القوم للبشارة به (عجل الله فرجه الشريف) منها :
١ ـ صحيح الترمذي ط دلهي ١٣٤٢ صفحة ٤٦ ج ٢ في باب ما جاء في المهدي (عج) الشريف : بسند معنعن : عن زر ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي».
قال الترمذي : وهذا حديث حسن صحيح.
٢ ـ صحيح الترمذي صفحة ٤٦ ج ٢ ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي».
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا تقوم الساعة حتى يلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي».
رواه أحمد بن حنبل ج ١ ص ٣٧٦.
٣ ـ صحيح ابن ماجة في باب خروج المهدي من أبواب الفتن : عن إبراهيم بن محمد الحنفية ، عن أبيه الإمام علي عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «المهدي من أهل البيت يصلحه الله في ليلة».
ورواه صاحب كنز العمال ج ٦ ص ٣٠. والجامع الصغير : ج ٩٢٤٣ ومنتخب الأثر ص ١٤٩ نقله عن المصادر المعتبرة عند العامة. والمهدي الموعود ج ١ / ٣٢ لنجم الدين العسكري.