(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) (غافر / ٥٢).
ففي الاختصاص للشيخ المفيد (قدّس سره) عن مولانا أبي عبد الله عليهالسلام قال له جميل بن درّاج ما معنى قوله تعالى وذكر الآية : ...
فقال عليهالسلام : ذلك والله في الرجعة أما علمت أنّ في أنبياء الله كثيرا لم ينصروا في الدنيا وقتلوا وأئمة قد قتلوا ولم ينصروا ، ذلك في الرجعة (١).
ومن الآيات قوله تعالى :
(وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) (النمل / ٨٣).
ولدابة الأرض مفهوم واسع يشمل الحيوان والإنسان أيضا كما دلّت عليه الآية المباركة من سورة النحل : (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ) وقوله تعالى : (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) (الأنفال / ٢٣).
وقد وضّحت النصوص الشريفة مفهوم الدابة وعيّنت مصداقها ، فهي الدابة المعجزة لها يدان ورجلان وتأكل وتشرب وتعبد الله تعالى ، هي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، يخرج عند اقتراب الساعة ، ومعه عصا موسى وخاتم سليمان فيضرب بالعصا ما بين عيني المؤمن أنه مؤمن ، وبين عيني الكافر أنه كافر ويغلق باب التوبة قبل قيام الساعة بأربعين يوما.
ورد عن الأصبغ بن نباتة قال : دخلت على أمير المؤمنين عليهالسلام وهو يأكل خبزا وخلا وزيتا ، فقلت يا أمير المؤمنين قال الله عزوجل : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ ...) الآية.
فما هذه الدابة؟ قال عليهالسلام :
هي دابة تأكل خبزا وخلًّا وزيتا (٢).
وسأل أبو الطفيل أمير المؤمنين عليهالسلام عن الدابة في قوله تعالى : (وَإِذا وَقَعَ
__________________
(١) لاحظ تفسير القمي ، سورة غافر.
(٢) بحار الأنوار : ج ٥٣ ص ١١٢ ح ١١.