الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ...).
قال عليهالسلام : إله عن هذا.
فقال أبو الطفيل : يا أمير المؤمنين أخبرني به جعلت فداك.
قال عليهالسلام : هي دابة تأكل الطعام ، وتمشي في الأسواق ، وتنكح النساء.
فقال : يا أمير المؤمنين من هو؟
قال عليهالسلام : هو زرّ (١) الأرض الذي تسكن الأرض به.
قال : يا أمير المؤمنين من هو؟
قال عليهالسلام : صدّيق هذه الأمة وفاروقها وربيّها وذو قرنيها.
قال : يا أمير المؤمنين من هو؟
قال عليهالسلام : الذي قال الله تعالى : (وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) و (الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) و (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) أنا ؛ والناس كلهم كافرون غيري وغيره.
قال : فسمه لي : قال عليهالسلام : قد سمّيته لك يا أبا الطفيل والله لو أدخلت على عامّة شيعتي الذين بهم أقاتل ، الذين أقرّوا بطاعتي ، وسمّوني أمير المؤمنين ، واستحلّوا جهاد من خالفني ، فحدّثتهم ببعض ما أعلم من الحقّ في الكتاب الذي نزل به جبرئيل عليهالسلام على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم لتفرّقوا عني حتى أبقى في عصابة حقّ قليلة ، أنت وأشباهك من شيعتي ، ففزعت ، وقلت : يا أمير المؤمنين ، أنا وأشباهي نتفرّق عنك أو نثبت معك؟
قال : لا ، بل تثبتون.
ثم أقبل عليّ فقال : إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه ولا يقرّ به إلّا ثلاثة : ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للإيمان (٢).
__________________
(١) الزّر : القلب ، أو القوام ، ويقال للحديدة التي تجعل فيها الحلقة التي تضرب على وجه الباب لإصفاقه ، والزر واحد الأزرار التي تشدّ بها الكلل والستور ، أو العروة التي تجعل الحبّة فيها ـ لسان العرب : ج ٤ ص ٣٢١.
(٢) بحار الأنوار : ج ٥٣ ص ٦٨ ح ٦٦ نقلا عن الاختصاص ولاحظ كتاب الرجعة للميرزا الأسترآبادي : ص ٧٣ ، وروى ابن منظور في لسان العرب : ج ٤ ص ٣٢٢ حديثا عن أبي ـ