القرآن إذا اعتبرناها مجموعة أحكام انصرم وقتها بانصرام من نزلت بشأنهم الآيات ولا أحد يقول به» (١).
٣ ـ قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (النساء / ٦٥).
فهنا يأمر الله سبحانه المؤمنين المذنبين بالحضور على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والاستغفار عنده بالطلب من الله سبحانه أن يغفر لهم خطاياهم ، وبالطلب من النبي ليكون شفيعا لهم في قبول المغفرة من الله تعالى لهم ، وهذا أيضا عام في حياته وبعد مماته مما يدلّ على جواز زيارة قبره عليهالسلام ، فهذه قبور الأنبياء والأولياء يلتجئ إليها المذنب ليحصل على الفوز والشفاعة ، أما قبور غيرهم فيلتجئ إليها المرء ليتذكر الموت وغصّاته أو ليكسب الميّت المغفرة بإهدائه بعض الخيرات كقراءة القرآن أو صدقة أو نسك (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (النساء / ١١٥).
هذه أهم الآيات الدالّة على جواز زيارة القبور واستحبابها ومن أراد المزيد فليراجع المطولات التفسيرية.
أما السنّة المطهّرة :
تزخر السنّة المطهّرة بأحاديث تحثّ على زيارة القبور لما في الزيارة من آثار تربوية على الصعيدين الفردي والاجتماعي وفي مقابلها بعض النصوص الناهية عن زيارة القبور ، فقد روى ابن ماجة أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهّد في الدنيا وتذكّر الآخرة» (٢).
ورواه عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه : زار قبر أمه ، فبكى وأبكى من حوله ... وقال : استأذنت ربي في أن أزور قبرها ، فأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكّركم الموت (٣).
فلو سلّمنا بصحة صدور هذه الأحاديث عنه (التي مفادها النهي عن الزيارة ثم
__________________
(١) التوسل للعلّامة السبحاني : ص ٤٢.
(٢) سنن ابن ماجة : ج ١ ص ١١٤ ط. الهند أبواب الجنائز.
(٣) صحيح مسلم : ج ٣ باب استئذان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.